الأم العاملة والتعليم المنزلي

من المواضيع التي تطرح على الساحة في فلك التعليم المنزلي هو موضوع الأم العاملة والتعليم المنزلي.  الكثير من الأمهات في زماننا لديهن وظائف نظامية أو سيدات أعمال ناجحات أو طالبات شهادات عليا، أو أمهات عاملات من المنزل.  وبدون شك العمل أو الدراسة تأخذ حيزاً لا بأس به من اهتمام ووقت الأم.  فهل تستطيع الأم مع كل هذه المسؤوليات أن تعلم أبنائها منزلياً؟


أنا أم عاملة.  هل أستطيع أن أُعلم أبنائي منزلياً؟

الإجابة البسيطة؟

 نعم. بكل تأكيد.

الإجابة المعقدة؟

✔ نعم! إذا استطعتِ التحرر من قيود التعليم النظامي. وإذا غيرتِ طريقة تفكيرك في جوانب عديدة من حياتك. و إذا أعدتِ ترتيب أولوياتك.

✔وربما إذا لم تستطيعي!

أنا شخصياً لم أعمل خارج البيت منذ ولادة ابنتي الكبرى، ولكن مع هذا فقد كانت هناك فترات معينة عملت فيها من البيت، وكان ذلك يأخذ كل وقتي وجهدي لساعات متأخرة من الليل!

لذلك في هذه المقالة سأتكلم بقليل من الخبرة، ولكن في آخرها سأترك المجال لأمهات معلمات منزلياً أعرف بعضهن شخصياً علّمن أبناءهن تعليم منزلي كامل في فترات دراستهن و/ أو عملهن.

ولكن قبل المقابلات إليكم بعض النصائح:

الأم العاملة والتعليم المنزلي أنا أم عاملة. هل أستطيع أن أعلم أبنائي منزلياً؟

الأم العاملة والتعليم المنزلي

بعد أن وصل الإنسان إلى القمر – وربما إلى المريخ في المستقبل القريب – هل تعتقدون أن هناك شيء مستحيل؟

بالطبع لا.

والأمر لا يختلف كذلك بالنسبة للأم العاملة والتعليم المنزلي ولكن فقط نحتاج إلى بعض التعديلات في روتين ونمط حياتنا والأخذ ببعض النصائح ممن سبقونا في هذه التجربة:

تنظيم الوقت

إذا كنتِ أم عاملة أو طالبة أو حتى أم في البيت (Stay-at-home-mom)، فإن تنظيم الوقت شيء لا مفر منه! 

كل الأشخاص المتألقين والأعمال الناجحة والشركات الكبرى تعتمد بالدرجة الأولى على التنظيم والتخطيط لزيادة الإنتاجية. 

نظمي وقتك بما يتناسب مع احتياجاتك، جدول عملك، نمط حياتك، جدول زوجك، وأعمار أبنائك. 

هناك الكثير من المطبوعات المجانية التي تساعدك في ذلك، منها منظمة التدبير المنزلي التي صممتها، ومنها كذلك بعض قوائم المهام مثل هذه على مدونتي، وهذه من موقع بزنس نون.

ومع ذلك عليك أن تتذكري بألا تكوني “عبدة” لهذه الجداول.  فلتكوني مرنة بعض الشيء حتى لا تصابي بالإحباط والضغط النفسي الشديد من كل المسؤوليات والمهام التي يجب عليك القيام بها.  كما ذكرت هنا، فإن استطعنا أن ننجز 50-70 % من مخططاتنا فهذا إنجاز رائع يجب أن نفخر به.

الخروج من قفص التعليم النظامي والمرونة في التعليم المنزلي

من أصعب الأشياء التي تواجه الأسر المعلمة منزلياً – خصوصاً في العالم العربي – هو الخروج والتحرر من قفص التعليم النظامي.  الكثير مازال مرتبطاً بما يفعله غيرنا في المدارس ويقارن أداءه وأداء أبنائه بأبناء المدارس. 

لا تقلقوا إن كنتم كذلك.  فهذا شيء طبيعي لأننا كلنا أبناء ذلك النظام المهترئ، لكن علينا الانتباه لهذا الفخ الخفي ومحاولة مقاومته بكل الأشكال – خصوصاً إذا كنتِ أم عاملة.

التعليم المنزلي قد يكون أكثر مرونة وأقل ضغط نفسي بالنسبة للأم العاملة من التعليم النظامي، بشرط التحرر من كل ما هو تعليم نظامي، وتأسيس خطتكم الدراسية الخاصة بكم وبما يتناسب مع نمط حياتكم.

في الغالب كلنا نقوم بتعليمنا المنزلي في الفترة الصباحية، ثم نترك باقي اليوم للتعليم الحر أو اللعب الحر أو ما شابه.  لكن إذا كنتِ أم عاملة مضطرة للخروج للعمل في الفترة الصباحية، فليكن التعليم المنزلي في الفترة المسائية!

كذلك من النصائح في هذا الباب هو تقليل عدد الأيام وعدد الساعات.  ليس من الضروري أن نعلم منزلياً خمس أو ست أيام في الأسبوع كما هو الحال في المدارس النظامية.  في الكثير من الأسر المعلمة منزلياً – ونحن منهم – نعلم 4 أيام في الأسبوع، ونأخذ إجازة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام!

أما بالنسبة لعدد الساعات لكل يوم، فيمكن تقليصها إلى ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً بحسب عمر الأبناء.

أما بالنسبة لمواضيع الدراسة، فليس من الضروري أن يتعلم ابنك ذو 5 أعوام عن الطاقة الشمسية! ولا ذو 10 أعوام عن تاريخ الإغريق أو الحملات الصليبية!  اجعلي التعليم المنزلي في البداية تعليم مهارات أساسية كالقراءة والكتابة والإملاء السمعي والرياضيات، واتركي باقي المواضيع والمشاريع والنشاطات في العطلات أو الإجازات.

الاقتناع بأنك لستِ أم خارقة

من المهم جداً أن نُقنع أنفسنا بأننا لسنا أمهات خارقات، وألا نجعل تأنيب الضمير يسيطر علينا.

نحن الأمهات أمرنا عجيب😅، فمهما كنا مثاليات ومهما أعطينا كل وقتنا وطاقتنا لأبنائنا فإننا سنشعر بتأنيب الضمر تجاههم لا محالة.

لذلك من النصائح التي أقدمها – ولنفسي كذلك – هو عدم السماح لتأنيب الضمير أن يسيطر علينا ويشعرنا بالإحباط وعدم الكفاءة.

سواء كنتِ أم عاملة أم أُم في البيت، فأعلمي أنك ستشعرين بتأنيب الضمير على أية حال، لذلك توقفي وأقنعي نفسك بأنك لستِ أم خارقة ولنعتبر أن التقصير البسيط جزء من مهمة الأمومة.

إذا كان التقصير حاصل، فلنجعل البيت هو الضحية!

إذا كان هناك تقصير في أدائنا لواجباتنا، فلما لا نختار الضحية؟  لماذا لا يكون البيت هو ضحيتنا الأولى لنركز على أبنائنا.🤪

قد تقول إحداكن بأن ذلك غير ممكن ويجب القيام بكذا وكذا.  أو الأسوأ من ذلك – لا تستطيع أن تقصر في واجبات البيت خوفاً من أم الزوج “تطب عليها فجأة”!

لن أتطرق إلى موضوع الأعمال المنزلية من وجهة نظر الشرع، ولكن إذا نظرنا إليها من وجهة نظر الأطفال أنفسهم، فاسألي نفسك هل تتذكري وضع الشبابيك عندما كنت 5 أو 10 أو حتى 15 سنة في منزل أهلك؟ وهل تتذكري إن كانت ملابسك منظمة في الأدراج كما في الأسواق والمجلات؟

و في المقابل … هل تتذكري رحلتكم في إجازة من الإجازات مع أهلك؟ وهل تتذكري عندما لعب معك أحد والديك؟

إذا حاولتُ أن أتذكر طفولتي فإني أتذكر أمي كانت تنظف البيت من الصباح إلى المساء، كل يوم، 7 أيام في الأسبوع! 

ولكن لا أتذكر حال الـ ” بوتقاز” ولا الثلاجة ولا حتى لون شراشف سريري!

في المقابل أتذكر رحلاتنا الكثيرة على شاطئ البحر في ليبيا وأتذكر الأعياد والمناسبات التي كنا نقضيها معاً، وأتذكر كيف كنا نزرع حديقة المنزل وكيف كان والدي يأخذنا لنحضر “السماد الطبيعي” من حضائر الحيوانات!🤢  أتذكر كيف كنا نزرع ونحفر ونسقي ونجني ثم نأكل “محصولنا”.

لذلك إذا نظرنا إلى وضع البيت من وجهة نظر الأبناء فهم لن يتذكروا أيٍ من التفاصيل التي نعتقد أنها مهمة، ولكن الذي سيتذكرونه هم هو حضورك في حياتهم وجلوسك معهم وحديثك إليهم – وكذلك عقابك لهم إن كنتِ أم شريرة مثلي 😈.

خلاصة القول: أهملي البيت! 🎉

لنغض الطرف عن ذاك الشباك الذي يحتاج إلى تنظيف، أو تلك السجادة التي تحتاج إلى غسل، ولنركز على الأولويات فقط مثل غسل الصحون والملابس وطبخ أكل صحي للأسرة، ولنترك الباقي كلما سنحت لنا الفرصة أو في الإجازات أو تخصيص أسبوع للقيام بالأعمال المنزلية الكبرى وفتح المجال للأبناء بالمشاركة في هذه المهام – إذا كانت أعمارهم تسمح.

العمل من البيت إن أمكن

بدأ العالم يتغير وأصبح 70% من الموظفين في العالم يعملون من المنزل على الأقل مرة واحدة في الأسبوع (راجع المصدر).

مع تطور التقنيات ووسائل الاتصال وسرعة الانترنت، أصبح هذا الخيار متاحاً جداً للكثيرين.  فإذا أمكن انقلي عملك إلى البيت حتى يكون وجودك مع الأبناء متيسرا وبالتالي يكون التعليم المنزلي أكثر سلاسة.

للمزيد حول العمل من البيت – الذي أعتقد أنه سيكون رائجاً جداً في أوساط الأمهات الجدد – أنصح بزيارة موقع بزنس نون.  فالأخت نور قد كتبت بعض المقالات حول إمكانية عمل المرأة من البيت وهناك كم هائل من الخيارات التي قد نغفل عنها ولكنها مجدية جداً ومريحة للأم كثيراً.

محاولة التعاون مع الزوج في التناوب على الأطفال

إذا كان خيار العمل من البيت – أو نقل العمل الحالي إلى البيت – غير ممكنا، فيمكن العمل على إيجاد روتين تناوب بينك وبين زوجك.  في بعض الأسر المعلمة منزلياً يتناوب الأب والأم على رعاية الأبناء.  فمثلاً إذا كان الأب يعمل مساءً يبقى مع الأبناء في الفترة الصباحية في حين تذهب الأم للعمل، وفي المساء يتبادلان مسؤولية الأبناء.

أو قد يكون التناوب بالإجازات أو أيام معينة في الأسبوع التي تعمل فيها الأم ولا يعمل الأب، ثم تبقى الأم مع الأبناء في حين يذهب الأب للعمل في أيام مختلفة.

المهم هو إيجاد اتفاق وروتين يضمن للأسرة استقرارها ويمكنكم من التعليم المنزلي بأريحية.

ماذا لو كان خيار العمل من البيت والتناوب على الأطفال غير ممكناً؟

إذا كان الأطفال في عمر صغير جداً، ولا يمكنهم البقاء لوحدهم في البيت، فهناك عدة خيارات:

1️⃣ إما الاتفاق مع أحد الأقارب (عادة الجدة العزيزة) على أن تهتم بالأطفال لعدة ساعات في اليوم، ويمكن عرض عليها مبلغ مالي مقابل مساعدتها.

2️⃣ إحضار Babysitter موثوق بها لعدة ساعات في اليوم إلى أن يرجع أحد الوالدين إلى المنزل.

نصيحة: إذا كان ممكناً ضعوا كاميرات مراقبة – وبعلم الـ Babysitter – وربطها بهواتفكم الذكية حمايةً للصغار من أي نوع من أنواع العنف أو الإهمال.  ولكي تطمئن قلوبكم.

3️⃣ إذا كانت هذه الخيارات غير ممكنة، فيمكن تسجيل الأولاد في Daycare أو حضانة أو ما شابه، دون أن يكون بها أي تعليم أكاديمي أو واجبات ترهق الأطفال والآباء معاً.

هذا الخيار قد يكون الأصعب على قلب الأم، ولكن هذا قد يكون لفترة معينة فقط إلى أن يتغير جدولك، أو الانتقال للعمل من البيت، أو إلى أن يكبر الأبناء.

الدعاء والاستخارة والتوكل على الله عز وجل

سواء كنا أمهات عاملات أم أمهات في البيوت، وسواء كنا أمهات معلمات منزلياً أم لا، فبدون شك لا يمكن لنا التفوق والنجاح في أي مجال دون طلب العون من الله عز وجل والدعاء بالبركة في الوقت والجهد.

لذلك أرجو ألا تغفلوا أبداً أهمية التوكل على الله تعالى، وألا تخطوا أي خطوة أو تتخذوا أي قرار إلا بعد استخارة علام الغيوب سبحانه وتعالى.

تربية الأبناء وتعليمهم من أكبر وأصعب مهام الحياة، ولن يكون الأمر سهلا وبسيطاً سواء ذهب الأبناء إلى المدارس أم تم تعليمهم منزلياً، لذلك ليكن دائماً الدعاء وطلب العون من الله عز وجل رفيق دربك وفي كل خطواتك.

أما الآن فسأترككم مع بعض الأمهات المعلمات منزلياً وكذلك عاملات أو طالبات. بعضهن أعرفهن شخصياً، والبعض الآخر “تعرفت” عليهن من خلال الشاشات 😅. لكن المهم هو أنهن أمهات حقيقيات، جربن العمل و/أو الدراسة مع تعليم أبنائهن منزلياً:

🌸 المقابلة الأولى كانت مع صديقتي ورفيقة دربي في التعليم المنزلي، أختي في الله أم زهرة. أم زهرة أمريكية مسلمة من أصول كاريبية و تقطن حالياً في الرياض! علمت أبناءها الستة منزلياً منذ ولادتهم، ولكن مع هذا عملت و أنهت دراستها والآن تعمل بدوام كامل.

🌸 المقابلة الثانية كانت مع فاطمة (أم سلمى). تعرفتُ على أم سلمى من ضمن فعاليات الجاليات ومجموعة التعليم المنزلي في الرياض، حيث بدأت رحلتها في التعليم المنزلي حينذاك. حاليا تقيم في الأردن، وتحاول بناء مجتمع للتعليم المنزلي.

🌸 المقابلة الثالثة (قريباً إن شاء الله)

الخلاصة

أنا أم عاملة. هل أستطيع أن أعلم منزلياً؟
أنا أقول نعم!
ما رأيكم ؟ أتمنى أن أسمع أرائكم في التعليقات تحت المقالة.

لا تنسوا مشاركة هذه المقالة، وغيرها من المقالات – إن أعجبتكم – من خلال أيقونات التواصل الاجتماعي في الأسفل.

الأم العاملة والتعليم المنزلي أنا أم عاملة. هل أستطيع أن أعلم أبنائي منزلياً؟

ربما سيعجبك أيضاً

Subscribe
Notify of
15 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
شيماء
مايو 20, 2020 5:44 ص

سأنفصل قريبا
أفكر في ملايين الخيارات بالنسبة لأبنائي
لا يمكن أن أستمر مع أبيهم بأي حال
أحتاج فقط لدعواتكن لي ولهم

Eman adel
أكتوبر 2, 2019 8:41 م

السلام عليكم ام يوسف ممكن لو سمحتي أتواصل مع الأخت ام زهرة انا بالرياض هل ممكن تساعديني أتواصل معاها وشكرا

Eman adel
أكتوبر 3, 2019 12:56 م
Reply to  أم يوسف

شكرا جدا وفي انتظار حضرتك❤️

دنيا
سبتمبر 16, 2023 5:36 ص
Reply to  Eman adel

وانا أيضا أريد التواصل معها

esraa
مايو 8, 2019 7:25 م

السلام عليكم اختي ام يوسف .. حضرتك تقولي ان الاخت ام زهرة تسكن حاليا في الرياض هل يمكن ان اتواصل معها انا ايضا اسكن في الرياض

شاهنده
أبريل 12, 2019 3:58 م

رائعة كالعادة ام يوسف
اشعر بسعادة غامرة عند قراءة مقالاتك فأنت حقا قنبلة ايجابية 😍 اتفق معك جدا في نقطة تحديد الاولويات ولن الاولاد لن يتذكروا الا ما كان بيني وبينهم
ادعو الله ان يقدرني علي التعليم المنزلي وييسره لي
تحياتي لك وللامهات الرائعات 💖💖

مريم حسن
أبريل 8, 2019 8:15 ص

كالعاده مبدعه يا ام يوسف 😊 انتظر مقالاتك و افرح كثيرا بكل مقال جديد و اضع قرائته في قائمة مهامي اليوميه فهو مفيد حقا و دائما ملئ بالتجارب الحقيقيه و الخطوات العمليه ، جزاك الله خيرا

نور
أبريل 8, 2019 1:20 ص

تحياتي علي المقالة أم يوسف العزيزة، أضع تعليقي من أجل نصيحة اهملي البيت تحديدا 😂 كم أحب من ينصح بهذه النصيحة الغالية 😉
اعتقد ان المشكلة الاكبر التي تواجه الام العاملة او التي تنتوي العمل هي مشكلة عدم وجود الدعم، الغالب الا من رحم ربي أن الأم تعمل وتهتم بالبيت وتعلم الاولاد وتطير وتلتصق بالحوائط 😀 ولذلك تطل الام تشعر بالتقصير وألا شئ جيد وأنها لا تعجب أحد!
اسأل الله أن يعيننا معشر الأمهات ويرضينا عن انفسنا

نور
أبريل 8, 2019 11:40 م
Reply to  أم يوسف

هههههههه كويس بعدين الحكومة تقرا متمردات دي وتقبض علينا 😂 انا جاهدت نفسي والله حتي صرت متصالحة مع نفسي تماما ولو كنت رأيتني من ٥ سنوات لوصفتني بالبرود 😂
زوجي بيقولي انتي طلعتي فوق فوق فوق ورميتي السلم وراكي 😂😂
قرأت المقابلة واعجبتي جدا ماشاء الله تحياتي وسلامي لك ولأم زهرة