بساطات الصلصال

كما أننا عائلة محبّة للقراءة، فإننا كذلك عائلة محبّة للصلصال!  استعملنا – وما زلنا نستعمل – الصلصال في كل المواد التي ندرسها تقريباً.  نستعمل بساطات الصلصال في بداية رحلتنا في التعليم المنزلي، ونستعمل الصلصال في المرحلة الابتدائية وكذلك الإعدادية.

الصلصال مفيد جداً حين يكون الطفل (في سن مبكرة) قادراً على فهم مفاهيم الرياضيات كالجمع والطرح والقسمة وغيرها من المفاهيم البسيطة، ولكن غير قادر على – أو قد يكون لا يريد – أن يمسك القلم ويكتب “كالكبار”.

كذلك الصلصال يساعد الأطفال على تشكيل الحروف ومعرفة أسمائها وأصواتها دون التطرق إلى الكتابة بتاتاً.  من منّا يرضى أن يُفرض على طفل في عمر الثلاث أو أربع سنوات الكتابة وتعلم الحروف وهو لا يريد؟ هذا ظلم!😡

لا يريد لأنه لا يستطيع!

لا يستطيع لأنه جسدياً وعقلياً مازال غير قادر على الكتابة، ولكن هذا لا يعني أن غير قادر على التعلّم!

لذلك بدل أن نفرض عليه شيء هو لا يحبذه، لماذا لا نجعله “يلعب” ويتعلم دون أن يشعر.  يجب أن لا نفرض على الطفل في سن مبكرة أي نوع من أنواع التعليم التقليدي، بل نجعله يلعب و يلعب و يلعب.

من خلال اللعب نبدأ تدريجياً في تقديم (أو تسريب 🤫) بعض أبجديات المعارف والعلوم المختلفة.

على سبيل المثال

عندما يلعب بالصلصال، نبدأ بتشكيل بعض الأشكال الهندسية، ونسمي كل شكل بعد أن نشكله.  هذا مربع، وهذا مثلث، وهذه دائرة … وهكذا.  هذه أبجديات الهندسة!

نستعمل نفس الطريقة في تشكيل الأرقام ونسميها، ونشكل كور، أو نستعمل قطاعة البسكويت ونبدأ في تمثيل كل عدد.  هذه أبجديات الرياضيات!

وكذلك مع الحروف، نشكل كل حرف، وإن كنا نشعر بأن حِسنا الفني زائد ذلك اليوم، نقوم بصنع أشياء تبدأ بالحرف الذي شكلناه.  وهذه أبجديات اللغة العربية!

وإذا مزجنا الألوان مع بعض لنصنع لون جديد (الأولاد يحبون مزج الصلصال بشكل رهيب)، فهذه أبجديات الفيزياء! نعم، فيزياء!

الأطفال لديهم قدرة عجيبة على تعلم كل شيء، فعقولهم مثل الإسفنج، تمتص كل المعلومات التي حولهم، ويستطيعون تعلم الكثير، ولكن بشرط أن تكون لديهم رغبة بذلك، وأن لا يشعروا بأن هناك شيء مفروض عليهم تعلمه!

عندما تعلم ابني رقمين دون أن أعلمه

جاءني ابني يونس (3 سنوات) وأحضر معه غلاف لأحدى أقراص الـ DVD، كان مكتوباً عليه رقم (2)، وقال: “ماما هذا اتنين” فقلت نعم.  ثم بحثتُ عن غلاف آخر مكتوب عليه رقم (3)، وسألته ما هو؟ قال: “تلاتة”.

فانتفخت أختكم أم يوسف فخراً لأن ابنها العبقري يعرف الأرقام، فبحثت مسرعةً عن غلاف آخر من بين كومة الـ “دي في ديّات”، ووجدت غلافاً مكتوباً عليه (4)، وسألته ما هو هذا الرقم؟ فلم يعرف الإجابة.  فانكمشت أم يوسف ورجعت أدراجها إلى عالم الواقع والتواضع!

المهم والخلاصة أن أبني لأول مرة يبدي اهتماماً بالأرقام، وشعرت بأنه يريد أن يتعلمها.

في اليوم التالي قمتُ بإحضار بعض البساطات التي صنعتها مسبقاً، وبدأنا نتعلم الأرقام بالصلصال تارةً، وبالبطاقات تارة، وبالتلوين تارةً أخرى.

كل يوم نقوم بشيء مختلف حتى لا يمل، وأركز معه على نفس الأرقام (من 1 إلى 4 في الوقت الحالي).

وهكذا يبدأ التعليم!

بساطات الصلصال

صممتُ هذه البساطات وأحببتُ مشاركتها معكم.  ستحتاجون إلى آلة تغليف حراري (مثل هذه من مكتبة جرير، أو هذه من أمازون) لتغليف الورقة حتى تصبح “بساطاً” ولا يلتصق الصلصال بها.

وصممتُ كذلك بساطات للأرقام العربية، لأننا حتى وإن كنا لا ندرس بها، لكن أحبُ أن أعلمها لأبنائي دائماً.

فالقرآن الكريم مرقم بها، ومعظم أمهات الكتب تستخدم هذه الأرقام، وكذلك في معظم الدول العربية، نجد هذه الأرقام في كل زاوية وعلى كل لافتة.  أحب أن أعلمها لأبنائي وأن أعلمهم كذلك تاريخ هذه الأرقام ودور المسلمين في إنشاء ونشر هذا النظام الرقمي.

والعجيب بعد أن بحثنا عنها وجدنا أنها أرقام هندية! انظر هنا للمزيد من المعلومات، وهنا باللغة الإنجليزية.

وصممتُ كذلك بساطات للحروف العربية كما هو موضح في الأسفل.  وأنوي – بإذن الله تعالى – أن أصمم بساطات أخرى لكل ما يمكن تعلمه بالصلصال، كالأشكال الهندسية والجمع والطرح البسيطين، وغيرها من الأمور.  لذلك اشترك بالقائمة البريدية (أسفل الصفحة) ليصلك كل جديد نقوم بإضافته على مدونتنا.

تريد طريقة صناعة الصلصال في البيت؟ اضغط هنا!

إذا أردتم أوراق عمل للحروف الأبجدية لدعم بساطات الصلصال للحروف العربية، فيمكنكم الحصول عليها من هنا.