تكلمتُ من قبل عن خمس نصائح في كيفية التعامل مع التعليقات السلبية عن التعليم المنزلي، أما هنا، فأريد أن أحدد بعض هذه التعليقات أو الأسئلة المزعجة التي تتكرر دائماً معي شخصياً أو مع أبنائي.
في عام 2004، حين بدأنا نفكر أنا وزوجي في التعليم المنزلي، لم نكن نعلم ما الذي سنواجهه من انتقادات وتعليقات سلبية و تشكيكات في طريق رحلتنا.
ثم في عام 2007 حين كان من المفترض أن تبدأ ابنتنا الكبرى التعليم النظامي، فُتِح باب النقد اللاذع على مصراعيه ووصل الأمر إلى التعليق الجارح والاستهزاء الصريح والضمني.
في الماضي كنت أناقشهم بجديّة ولكن دائماً أجد نفسي بأني دخلت معهم في جدال عقيم. لذلك تعلمت كيف أرد عليهم وأنا “مبردة أعصابي”. هنا إجابات لأسئلتهم وتعليقاتهم المعتادة التي يقذفون بها دون انتظار أي إجابة أو شرح منك.
هذه الإجابات المسلية للأسئة المزعجة عن التعليم المنزلي أستخدمها أحياناً للحد من التدخلات السافرة من بعض الناس. ولكن كما ذكرت مسبقاً في هذه المقالة، يجب عليك أن تتحلى بالصبر و أن تمثل التعليم المنزلي تمثيل صحي، وأن تحدد نيّة السائل قبل الشروع في استعمال هذه الطريقة.
استعمل ما شئت منها وتفنن في غيرها، لكن كن حذراً واستعملها على مسؤوليتك الشخصية! فردة الفعل لن تكون مبهجة أبداَ وقد يتم وضعك في “القائمة السوداء”😱، لكن هذا ما يجب فعله حتى تضمن حماية حدودك وعدم التعدي على خصوصياتك.
إجابات مسلية لأسئلة مزعجة عن التعليم المنزلي
تعليم منزلي؟ هل هذا قانوني أصلا؟
الجواب: ” هل تعتقد بأننا مخالفيين للقانون؟” أو “ما رأيك أن تبلغ الشرطة عنا؟”.
ألستِ قلقة أن أطفالك لن يكون لهم أصدقاء، ولن يخرجوا من البيت؟
الجواب: ” بل أنا قلقة من ذهابهم للمدارس التي هي أشبه بالثكنات العسكرية!”.
ما أوسع بالك و ما أصبرك !
الجواب: ” صبري ينفذ أحياناً من الأسئلة المتكررة الغير ذكية … أقصد أسئلة الأولاد طبعاً”😈 .
أطفالك لن يكونوا مندمجين في المجتمع ولن يتعلموا لغة الشارع؟
الجواب: ” لغة الشارع؟ هل تقصدين السب؟!”.
كيف ستُعلمين أطفالك الرياضيات في المراحل المتقدمة؟
الجواب: “هل تقولين بأني غبية ولا أفهم في الرياضيات؟” أو ” في الواقع أنا ضعيفة جداً في الرياضيات، كنت أفكر أن أسألك بأن تساعدي أبنائي في دروسهم بما أنك تعلمتِ في مدارس نظامية”.
ماذا عن حفلات التخرج؟ هذا أمر مهم لبناء الثقة بالنفس عند الأطفال.
الجواب: ” أُعلم أبنائي بأن الثقة بالنفس تأتي بالتوكل على الله عز وجل أولاً، و بالإنجاز و الآداء ثانياً، لا بتصفيق الناس لك”.
صراحة هذا السؤال من أعجب الأسئلة التي واجهتني. مثله كمثل من ينفق أموال طائلة على حفل زفاف ثم ينتهي الأمر بالطلاق بعد عدة أشهر!
كيف سيتعلم أطفالك النظام والوقوف بانتظام واحترام الدور؟
الجواب: ” أنظري إلى الشارع والنظام الرائع فيه. كل هؤلاء متعلمين منزلياً؟!!” أو ” منذ متى تُعلم المدارس الأخلاق؟”
لو كان هذا السؤال صدر من إنسان يعيش في الغرب، لكنتُ تقبلته نوعاً ما، لكن أن يصدر ممن يعيش في العالم العربي … لا داعي لأن أخوض في التعليق 😑.
مازلتم في نفس المرض؟
الجواب: “نعم! مرض عضال لا علاج له.”
لا أستطيع أن أُعلم أبنائي منزلياً، أريد أن أعيش حياتي!
الجواب: ” وعيشي حياتك ياختي! التعليم المنزلي ليس لك”.
ماهذه الأمراض النفسية التي عندكم؟
الجواب: ” لا تقترب منا!! فنحن مجانين!” 🤪
هل يعرف أبنائك القراءة والكتابة؟
الجواب: ” نعم! وبلغتين!”
سُئلن بناتي هذا السؤال مراراً و تكراراً، بل بعضهم وصل به الأمر بأن يحضر ورقة وقلم ويبدأ في امتحان إملاء سمعي لهن! إذا حصل هذا الأمر أمامي، أطلب من السائل (بعد الانتهاء من فضوليته) أن يكتب ” لؤلؤةٌ تتلألأُ ” مع التشديد في نطق الهمزات و التنوين والضم! 😈 وإن كنت تريد أن تكون شرير أكثر مني، أدخل كان و أخواتها أو إنَّ و أخواتها و (ال) التعريف، و إلعب بالجملة لعباً.
ماذا سيفعل أولادك بعد الثانوية؟
الجواب: ” تماماً الذي سيفعله أولادك بعد الثانوية”.
ماذا لو طلب أبنائك الذهاب إلى المدرسة؟
الجواب: ” ماذا لو طلب أبنائك التعليم في المنزل؟”.
هذا ما لدي الآن. كل هذه الأسئلة أو التعليقات هدأت مع مرور الوقت إلى أن انعدمت كلياً، مع مرور الوقت وثباتك – إن شاء الله – ومع تزايد خبرتك في التعليم المنزلي، سيتقلص الانتقاد تدريجياً إلى أن ينعدم تماماً.
نصيحتي لكل من يمر بهذه المرحلة: لا تلتفت إلى المنتقدين، وجه كل اهتمامك ونشاطك وطاقتك في تعليم وتربية أبنائك، فهم أحق بهذا كله من غيرهم، وهم من تكافح من أجلهم. الأمر ليس سهلاً ويحتاج إلى الكثير من الصبر والنفس الطويل. وكما نقول بالإنجليزية: Hang in there!
شكرااااا أم يوسف
في الصميم 😅😅
😂
شعرتُ بأنني شريرة عند كتابتي لهذه المقالة!
ولكن أحدنا يجب أن يكتبها ووقع الأمر علي.
سعيدة بمرورك.