كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن التعليم المبكر للأطفال، وكثرت الدارسات حوله في العالم الغربي، وبطبيعة الحال أصبح التعليم المبكر والتعليم المنزلي متلازمين أكثر من أي وقت سابق.
المتصفح للإنترنت وللدارسات حول التعليم المبكر يجد جلها يتكلم عن التعليم المبكر في المدارس والروضات والنتائج المرجوة منه تصب كلها في اتجاه التعليم النظامي.
ولأن التعليم المنزلي فلسفة قائمة بحد ذاتها وتختلف كلياً – شكلاً ومضموناً – عن التعليم النظامي التقليدي، فلا أعرف مدى جدوى هذه الدراسات عندما يتعلق الأمر بالتعليم المبكر والتعليم المنزلي، لكن لا بأس من النظر فيها ومحاولة فهمها من زاويتنا كأسر معلمة منزلياً وأخذ منها ما يفيدنا في رحلة تعليمنا المنزلي.
بعض الدارسات في العالم الغربي حول التعليم المبكر
قبل الشروع قدماً في هذه المقالة يجب أن نأخذ هذه النقاط في عين الاعتبار حول الدراسات الغربية:
🌸 99% من الدراسات التي أجريت حول موضوع التعليم المبكر هي في نطاق النظام المدرسي التقليدي وليس التعليم المنزلي. يندر جداً وجود أبحاث علمية حول التعليم المبكر والتعليم المنزلي حتى في الدول الغربية ولا يمكننا أخذ نتائج الدراسات التي أجريت في نطاق التعليم النظامي ومقارنتها بما يجري في منازلنا وتعليمنا المنزلي.
التعليم المبكر في المنازل يختلف في الكيفية والنوعية عن التعليم المبكر في الروضات التي تعمل بنظام المدارس التقليدية حتى وإن كانت روضات تنتهج أسلوبا غير أكاديمي وتعتمد على التعلّم باللعب.
🌸 بعض الدراسات التي أتت بنتائج تشجع على التعليم المبكر كان من ضمن تعريفها للتعليم المبكر هو التعليم الغير أكاديمي. بمعنى أن الأطفال في هذه الدراسات كانوا يتعلمون الكثير من المهارات الاجتماعية والحياتية في أوساط شبه منظمة وتميل للعفوية أكثر وليست كصرامة المدارس.
أي في روضات ودور رعاية يومية تعتمد على اللعب التفاعلي والنشاطات الفنية ولا وجود للتعليم الأكاديمي المتعارف عليه عندنا في العالم العربي.
🌸 وفي المقابل تماماً نجد أن كل ما كانت الدراسات مصممة بطريقة صحيحة، كل ما كانت نتائجها غير مشجعة!
بمعنى أنه عندما تتم الدراسات بطريقة علمية مهنية وتكون طويلة المدى ومتضمنة لكل شروط البحث العلمي والميداني الصحيحة تعطي نتائجا لا تشجع على جدوى التعليم الأكاديمي المبكر.
بل إن بعضها أثبت أن مزايا التعليم الأكاديمي المبكر تنعدم تماماً بعد الصف الثاني الابتدائي ويصبح الأطفال بعد هذه المرحلة متساوين في أدائهم الأكاديمي.
🌸 جل الدراسات التي أجريت في الغرب تدعمها حكومات تلك البلدان لتساعدها في وضع سياستها التعليمية وتحديد ميزانيتها المالية. أي أن الموضوع (كله في بعضه) متعلق بالتعليم النظامي التقليدي وليس التعليم المنزلي.
في هذا الرابط (قيد الإنشاء) جمعتُ لكم عدة روابط لدراسات حول التعليم المنزلي بصفة عامة والتعليم المبكر بصفة خاصة. معظم هذه الروابط تُحيلكم إلى دراسات تمت باللغة الإنجليزية، ولا أعلم بوجود دراسات عربية ومحايدة منشورة حول التعليم المنزلي بصفة عامة ناهيك عن التعليم المبكر والتعليم المنزلي!
التعليم المبكر والتعليم المنزلي
بعد هذه اللمحة السريعة عن دراسات التعليم المبكر، أريد أن أبدي رأيي الشخصي حول هذا الموضوع والذي تمحور وتشكل مع تقدم خبرتي في التعليم المنزلي.
بدأت كما يبدأ الجميع. حماس شديد لفكرة التعليم المنزلي ولتطبيق كل فكرة ونشاط وفلسفة. كنتُ متحمسة للبدء حالاً قبل أن يكون أطفالي مستعدين لأني أنا كنت مستعدة وجاهزة!
بدأتُ مع بناتي في سن مبكرة (3-5 سنوات) تعليم الحروف والأرقام والجمع والطرح والقراءة والكتابة والإملاء السمعي، ثم أدخلتُ اللغة الإنجليزية وبدأنا في المناهج المنظمة وهكذا إلى أن بدأت تظهر بعض المشاكل والتحديات!
الآن وعندما أرجع لسنة 2005 وأنظر لنفسي، أتمنى أن أخترق الزمن وأرجع للوراء وأتحدث لنفسي المتحمسة وأقول لها:
“على رسلك!
ما هكذا يكون التعليم المبكر. ما زال أمامك الكثير والكثير والكثييييير من الوقت لتعليم أبنائك ما يحتاجون أن يتعلموه.
لن يتأخروا في تعليمهم ولن تقصري في حقهم، ولا يهم ما يفعله غيركم ولا تقارني أبناءك بغيرك أبداً.
اهدئي وتريثي!”
النصيحة الذهبية التي أود أن أقدمها للجميع هي أن الأطفال سيتعلمون عندما يشعرون أنهم مستعدون. فقط وبكل بساطة.
وإن حاولتم إرباك هذه الفطرة عندهم فلن يكون لمجهوداتكم أيّ قيمة، بل العكس، قد تكون لها نتائج عكسية.
والأكثر مفاجأة هو أن الأطفال سيتعلمون بمفردهم عندما يشعرون أنهم بحاجة لمهارة معينة، أو عندما ينتابهم فضول عارم لاكتشاف شيء جديد. من منا علم ابنه كيف يتسلق فوق الخزانة لكي يبحث عن الحلوى المخبأة. أو من منا علم ابنه كيف يفتح الباب المقفل بالمفتاح ويخرج خارجاً لأن هناك شيئا يثير اهتمامه ويريد أن يراه.
إذا كان الأطفال يتعلمون عندما يشعرون أنهم جاهزون في شتى مجالات الحياة، فلماذا لا نطبق هذا المنطق مع التعليم الأكاديمي كذلك؟
لماذا لا نؤخر التعليم الأكاديمي ونحاول مجابهة هذا الطوفان العارم الذي يغرقنا بكل متطلبات التعليم النظامي؟ ومقاومة ذاك الضغط الاجتماعي الهائل الذي يفرض علينا أشياء نعلم في قرارة أنفسنا أنها تضر ولا تنفع؟
لماذا لا نحصر التعليم المبكر في تعليم مهارات حياتية واجتماعية والكثير من اللعب؟ ونترك الباقي لاحقاً.
خلاصة قولي هو أن الاتجاه العام الذي بدأ يظهر على الساحة ويميل له عدد هائل من المربين وأولياء الأمور (معلمون منزلياً وغيرهم) هو تأخير وتأجيل وتقليل التعليم الأكاديمي في سن ما قبل المدرسة. واستبداله بالتعلم باللعب والتعلم بالمحاذاة وتقليد الكبار والتعلم بدون أن يشعروا هم أو حتى أن نشعر نحن!
ما كنتُ لأصل لهذه القناعة لولا بعض التحديات أو الـ Set Backs التي مررنا بها في رحلة تعليمنا المنزلي، وماكنتُ لأقتنع إلا بعد أن وصلتُ ببناتي إلى المرحلة الثانوية في حين ما زال عندي من هم في سن الرابعة وما دونها.
لذلك أنا عازمة الآن على عدم تكرار أخطاء الماضي، والتريث قبل البدء في تعليم الصغار أي تعليم أكاديمي، والتركيز على التعليم “اللاأكاديمي” وتعلم مهارات حياتية واجتماعية وفتح المجال لهم للكثير والكثير والكثير من اللعب!
لكن السؤال الآن كيف نبدأ في التعليم المبكر، والسؤال الأهم، متى؟!
اللعب هو الكلمة السحرية
دائماً وأبداً نتكلم عن اللعب عندما يكون الأمر متعلقاً بالأطفال، وذلك لأنه جزء أساسي ومهم جداً لصحة الأطفال النفسية والعقلية.
ولم يذكر الله – عز وجل – اللعب في القرآن الكريم عبثاً، بل لأن اللعب له قيمة مهمة جداً في حياة كل طفل. في سورة يوسف قصّ الله – عز وجل – علينا أعظم قصص الابتلاء والتمكين.
كيف بدأت؟
بدأت باللعب ” أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ”.
إذا تدبرنا معاني القرآن ونظرنا في هذه الآية الكريمة سنجد أن اللعب كان مألوفاً وروتينياً وملازماً للأطفال في أي حقبة زمنية.
ولكن للأسف في زماننا نحن أصبحت فرص اللعب ومقداره تقل شيئاً فشيئاً، وأصبحنا نطالب أطفالنا من سن مبكرة القيام بأشياء لا قبل لهم بها أو قبل أوانها.
أنا أعتبر اللعب حقاً وليس منةً منا على أبنائنا. أعتبره القاعدة الأساسية التي تُشكل كل ما هو قادم في حياة الأطفال.
إن أخذ الأطفال قسطاً كافياً من اللعب في طفولتهم، فإنهم بعدها ينتقلون بين المراحل الأخرى بكل سلاسة ويسر.
التأسيس عندي (خصوصاً التأسيس الأكاديمي) لا يكون بتعلم الحروف والأرقام والقراءة والكتابة، فكل هذه الأمور ليست أساسية في حياة الأطفال. التأسيس هو اللعب ولا يمكن استبداله بالتعليم الأكاديمي المبكر، إن قمنا بهذا فإننا نكون بذلك قد أربكنا التدرج الطبيعي الفطري في حياة الإنسان.
لا مانع من التعلم الأكاديمي باللعب، ولكن تذكروا أنه يجب أن يكون بعد عمر معين (دعني أخمن … السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك الآن هو: “ما هو هذا العمر؟” أليس كذلك؟ تابع القراءة وستعرف بعد قليل).
طرق اللعب وأنواع الألعاب
وبما أننا ذكرنا اللعب، فدعونا نتكلم عنه قليلاً.
إذا تجولنا في ربوع الإنترنت سنجد أن المختصين يختلفون اختلافا كبيراً في تقسيم طرق اللَّعب عند الأطفال، ولعل السبب هو أن في علم النفس وأصول التربية لا توجد قواعد أو قوانين ثابتة كما هو الحال مع العلوم الأخرى كالفيزياء والرياضيات.
لذلك ما سأذكره هو ما لاحظته أنا بنفسي في أطفالي وأطفال الأقارب والعائلات التي نختلط بها – طبعاً مع القليل من البحث والاطلاع العام. 🤓
للعب طرق عديدة قد لا ننتبه لها، ولكن جل الأطفال ينتقلون بين الطرق التالية بفطرتهم ودون أي تدخل منا:
اللعب الانفرادي أو الانعزالي
كما يوحي الاسم فهو اللعب الذي يتم بصفة فردية و/ أو بهدوء تام.
كأن يتحرك الطفل حول البيت ويكتشف الأشياء، أو أن يجلس بهدوء في زاوية المنزل ويمعن النظر في أصابع رجليه التي يبدو أنه قد اكتشفها مؤخراً، أو أن يكون سعيداً جداً باللعب بشيء ليس لعبةً أصلاً!
في هذه الطريقة من اللعب – التي عادةً تكون في السنتين الأولى من عمر الطفل – يكون اللعب عبارة عن اكتشاف العالم.
ما نوع الألعاب التي نقدمها للأطفال في هذه السن؟
في الحقيقة الأطفال في هذه المرحلة لا يحتاجون إلى أي ألعاب.
فكل ما حولهم شيق وجديد، حتى أصابع أرجلهم مدهشة بالنسبة لهم!
في الماضي عندما بدأت ابنتنا مريم الزحف والمشي بدأنا – كأي أب وأم – نشتري لها ألعابا متنوعة، لكن الذي لاحظته عندما نأتي باللعبة الجديدة هو أن مريم تكون متحمسة للعب بصندوق اللعبة وترمي اللعبة التي بداخله جانباً!
كنت حينها أقسم أن من يُصمم هذه الألعاب لا يوجد عنده أطفال ولا يعلم كيف يلعب الأطفال، لكن الذي استنتجته بعد مدة ليست بالقصيرة هو أننا بدأنا نقدم لها أشياء هي لم تكن بحاجة لها بعد.
لذلك بدأت أحتفظ بكل صندوق كرتوني كبير، وأسمح لها باللعب بغطاء الصلاة الخاص بي، وأرفع كل ما على طاولة غرفة المعيشة حتى تتسلقها وتلقي من عليها خطبها الرنانة!
الخلاصة دعوا الأطفال يلعبون بما هو في محيطهم. فقط انتبهوا أن يكونوا في أمان وغير معرضين للخطر وأن تقوموا بمراقبتهم على الدوام.
اللعب الموازي
اللعب الموازي – الذي يكون عادةً في عمر ما بعد السنتين إلى أربع سنوات – هو عندما يكون الطفل يلعب بجانب طفل آخر ولكن ليس معه.
أي أن كلا الطفلين يلعبان بجانب بعض وبنفس اللعبة، ولكن لا يوجد بينهم أي تواصل أو تفاهم معين.
قد يظن بعضنا أن طفلنا الذي لا يلعب ولا يتكلم مع الآخر انطوائي وغير اجتماعي وتبدأ ” الوسوسة” تنخر في عقولنا وتقض مضاجعنا!😨
لكن الذي نغفل عنه هو أن الأطفال في هذا النوع من اللعب يتعلمون مهارات اجتماعية جديدة.
كيف؟
هم يوقنون بوجود الآخر، ويعترفون بأحقيته باللعب (طبعاً إن لم تكن اللعبة التي بيد الآخر شيقة أكثر – حينها الله يكون في عون الجميع😅).
يقومون بدراسة محيطهم ووضع حدود لمنطقتهم والدفاع عنها إن استلزم الأمر، ويُقْدمون على تجربة التعدي على حدود الآخر ومشاهدة ردة الفعل. كل هذا مهارات اجتماعية جديدة يتم تعلمها تدريجياً بالنسبة للأطفال.
قد نعتقدُ خطأً بأن طفلنا لا يعرف كيف يلعب مع غيره، أو أنه لا يريد أن يلعب مع غيره، ولكن الواقع هو أنه في مرحلة انتقالية ما بين اللعب الانفرادي واللعب الجماعي.
ما نوع الألعاب التي نقدمها للأطفال عند اللعب الموازي؟
أفضل أنواع الألعاب هي المكعبات والتركيب بجميع أنواعها أو أي لعبة يكون بها الكثير من القطع حتى نتفادى أكبر قدر ممكن من التصادم – وإن كان القليل من التصادم مفيدا للأطفال.
كذلك لُعب الأنفاق والخيم والتسلق والصلصال كل هذه الألعاب تتيح للأطفال اللعب بجانب بعض دون أي احتياج للتواصل أو التفاهم فيما بينهم.
اللعب الجماعي
اللعب الجماعي هو المرحلة الطبيعة بعد المراحل السابقة، أي أن الطفل بعد عمر 3 أو 4 سنوات يبدأ يلعب مع غيره ويفهم معنى المشاركة وأخذ الأدوار (وإن بدا رافضاً لذلك ولكنه يفهم جيداً معنى أن ينتظر ويأخذ دوره بعد التالي).
في البداية يكون اللعب الجماعي دون هدف محدد، ولكن بعد تقدم العمر (4 سنوات فما فوق) يبدأ اللعب الجماعي بهدف ويكون هناك تعاونٌ ما بين الأطفال للوصول إليه (يصنفه بعض المختصين باللعب التعاوني). في هذه المرحلة تقل المصادمات بين الأطفال، ويبدأ يظهر الانسجام عليهم، وفي الكثير من الأحيان يبدؤون بتفضيل اللعب مع أقران معينين ويبتعدون عن أقران آخرين.
وهكذا تبدأ تتطور المهارات الاجتماعية عندهم والتي ستستمر معهم طوال حياتهم.
ما نوع الألعاب التي نقدمها للأطفال عند اللعب الجماعي؟
أي نوع من الألعاب فهو مفيد ويصلح لهذه المرحلة. من ألعاب التركيب بجميع أشكالها وأنواعها إلى ألعاب الأنفاق، ومن أدوات الفنون المتنوعة إلى اللُعب التي تستلزم أخذ الأدوار.
اللعب التمثيلي
اللعب التمثيلي هو عبارة عن تقليد لكل ما يراه الطفل في حياته. ويبدأ الطفل يلعب بهذه الطريقة عندما يبدأ يعقل ما يدور حوله من روتينيات الحياة.
فمثلاً يبدأ الطفل يقلد الأم في تنظيفها أو طبخها وطريقة اعتنائها بالرضيع إن كان موجوداً، ويقلد الأب في ملبسه وطريقة قيادته للسيارة وغيرها من الأمور.
كذلك يبدأ الطفل في هذه المرحلة يقلد ما يشاهده حتى على التلفاز! في البداية لن يستطيع أن يميز بين ما هو خيال وما هو واقع، لذلك فلننتبه جميعاً إلى ما يشاهده أبناؤنا.
من الطرائف أن إحدى البنات رأت في رسومٍ متحركة أن إحدى الشخصيات قفزت من مكانٍ عالٍ ونزلت بمظلة (شمسية)، فقامت المشاكسة بتسلق الخزانة مع مظلة والدها وقفزت لتقع على الأرض وتفسد المظلة. الحمد لله لم تتأذَ ولكن تخيلوا لو قفزت من البلكون!
(الحقيقة يجب أن أعترف 🙈. أنا نفسي جربت القفز من مكانٍ عالٍ بمظلة والدي، وأنا كذلك أفسدت المظلة. ما زلتُ أتذكر مقاومة المظلة الكبيرة للهواء، ولكنها لم تستطع أن تقاوم وزني. لذلك أرجوكم، إن فعل أبناؤكم أياً من هذه المشاكسات الاستكشافية التجريبية، فلا تعاقبوهم، السقوط أرضاً من مكانٍ عالٍ مؤلم بما فيه الكفاية!)🤪
الخلاصة هو يجب أن ننتبه جيداً لما يشاهده الأطفال على التلفاز في هذه المرحلة، وأن نكون بجانبهم عند مشاهدتهم للتلفاز، وأن نحاول توقع ما سيقومون به وتفاديه حتى نضمن سلامتهم بإذن الله، والتحدث معهم حول ما يشاهدونه إن كانوا في عمر يسمح بذلك.
ما نوع الألعاب التي نقدمها للأطفال في هذه الطريقة من اللعب؟
أي لعبة تحاكي حياة الطفل.
ألعاب الصحون وأدوات المطبخ، أدوات الطبيب، أدوات الصيانة للأولاد، دُمى، سيارات (حتى للبنات) … إلخ. كل هذه الألعاب (وإن كانت ألعاباً ذات اتجاه واحد) إلا أنها مهمة ومفيدة لنمو الطفل العقلي والنفسي.
هناك طرق لعب أخرى ولكن في الغالب لا تظهر إلا بعد الأربع أو الخمس سنوات. للمزيد حول مواضيع اللعب وطرقه وأنواعه تفضلوا لقراءة هذه المقالة وهذه وهذه باللغة العربية، وإن أردتم مقالات باللغة الإنجليزية فربما ستعجبكم هذه المقالة وهذه وهذه.
كلمة حول الألعاب التي تعرف بـ Open Ended Toys
وبما أننا ذكرنا الألعاب وأنواعها، أود أن أتكلم عن الألعاب من حيث طريقة اللَّعب.
بصفة عامة تنقسم الألعاب إلى نوعين:
🌸 ألعاب ذات اتجاه واحد، أي يوجد طريقة واحدة للعب بها أو نهاية واحدة عند إتمامها. هذه الألعاب تكون بسيطة ولا تحتاج إلى أي قدرة ذهنية أو عقلية للعب بها. مثلاً الدُّمى والعرائس كلها ألعاب ذات اتجاه واحد.
🌸 ألعاب ذات عدة اتجاهات، أو كما يعرف بالإنجليزية Open Ended Toys، هذه الألعاب لها ألف طريقة وطريقة للعب بها و/ أو لا يوجد لها نهاية! وعادةً تحتاج إلى الكثير من المنطق (Logic) والتفكير ومهارات حل المشكلات. في الغالب يظهر مع هذه الألعاب إبداع الأطفال وخيالهم الواسع، ويستطيعون من خلال تقليد غيرهم واللعب مع من هم أكبر سناً تطوير مهاراتهم في التفكير والمنطق والإتيان بأفكار جديدة.
في البداية يبدأ الأطفال اللعب بالألعاب ذات الاتجاه الواحد، ولكن عندما يبدأ الطفل برمي هذه النوعية من الألعاب ولا يعيرها أي اهتمام حينها نبدأ بتوفير ألعاب ذات عدة اتجاهات بحسب عمر وميول الطفل.
من هذه الألعاب على سبيل المثال:
✔ ألعاب التركيب والبناء، وعلى رأسها لعبة الليقو (LEGO) الشهيرة، وأختها الدوبلو (Duplo). وكذلك ألعاب الـ Mega Blocks وما على شاكلتها.
✔ ألعاب سكك القطار عندما يكون هناك عدد كبير من القطع. سكك القطار تنمي مهارة فريدة في طريقة تفكير الأطفال، فحين يركب الطفل السكك ويريد أن يربط أول السكة بآخرها ولا يلتقي الطرفان، هنا يبدأ يفكر كيف “يحور” في تصميمه حتى يصل لهدفه. وإن كان لديه قطع تمكنه من صنع الكباري والأنفاق، فهذا يزيد من تعقيد تصاميمه، وبالتالي يزيد من عمق تفكيره ومهاراته في حل المشكلة التي تواجهه.
✔ ألعاب المفكات والبراغي بجميع الأحجام. لا تتخيلوا عدد الأشياء التي يصممها الأولاد وكيف يلعبون بها. من السيارات إلى عربات التسوق، ومن السيوف والبنادق إلى الـ Hockey Sticks ومضارب لعبة الـ Baseball. كله يحتاج إلى تخيل التصميم ثم العمل على صناعته و”إنتاجه” ومن ثم اللعب به.
✔ ألعاب الخرز وصناعة القلائد للبنات، حتى هذه اللعبة المزعجة التي غالباً ما ينتهي بها المطاف في كيس المكنسة الكهربائية، تنمي مهارات التصميم والإبداع عند البنات. لا تتخيلوا عدد القلائد والإكسسوارات التي تم صنعها عبر السنين من هذه النوعية من الألعاب. البنات وصديقاتهن كنّ في الصغر يلعبن كثيراً بالخرز ويصنعن هدايا لبعضهنّ، ثم تطور الأمر مع إحدى الصديقات حتى أصبحت تصمم إكسسوارات نسائية بأحجار كريمة وتبيعها لغيرها!
✔ حتى الألعاب الإلكترونية (عندما يكبر الأولاد) يوجد بها ما هو ذو اتجاه واحد، وما هو متعدد الاتجاهات. فعلى سبيل المثال لعبة الـ Mine Craft الشهيرة وCity Skylines وSurviving Mars كلها ألعاب لا يوجد بها طريقة معينة للعب بها، ولا نهاية! مع كرهي الشديد للألعاب الإلكترونية، إلا أنني أعترف بأن بعضها مفيد وعلمي كذلك.
لذلك دائماً نحرص على اقتناء ألعاب إلكترونية “دائمة الخضرة” إن صح التعبير. في هذه المقالة تكلمتُ قليلاً كيف أن لعبة Surviving Mars فتحت الباب لابني يوسف لتعلم الكثير من مواضيع العلوم التي كان يتهرب منها و “لا يحبها”.
في التعليم المبكر أنصح بتأخير تقديم الألعاب الإلكترونية للأطفال بقدر الإمكان. أعلم أن هذا الأمر صعب عندما يكون في البيت جميع الفئات العمرية، ولكن حاولوا أن تأخروا العالم الإلكتروني بقدر المستطاع.
البدء في التعليم المبكر بعد سن 4 سنوات ولا للتعليم الأكاديمي!
الذي أؤمن به الآن وأطبقه مع الـ Double Trouble (المعروفين كذلك بيونس ولينة ابنة أخي❤) هو لا تعليم قبل سن الرابعة. (المقصود هنا هو التعليم المنظم حتى وإن كان غير أكاديمي، أما تعليم مهارات الحياة الأخرى فهذا بالطبع يبدأ من الولادة).
أعلم قد لا يتفق معي الكثير منكم، ولكن صدقوني مهما حاولتم في هذه المرحلة فلن يكون له جدوى أو تميز في المستقبل، ويمكن تعليمهم كل ما تريدون بعد الرابعة بسرعة أكبر وجهد أقل.
بعد سن الرابعة (يونس الآن 4 سنوات) يمكن البدء في تعليم أشياء بسيطة كتعليم الألوان والأشكال الهندسية والقيام بنشاطات القص والتلصيق المنظمة ومحاولة القضاء الكثير من الوقت تحت أشعة الشمس (إن لم تكونوا في كندا طبعاً. درجات الحرارة حين كتابتي لهذه المقالة وصلت إلى 40 تحت الصفر!!)🥶
قد يتساءل بعضكم ماذا نفعل قبل سن الرابعة؟
الجواب: لا شيء!😎
اتركوا أبنائكم بجانبكم وكونوا موجودين عندما يحتاجونكم وثقوا أنهم سيقومون هم أنفسهم بالباقي.
إذا نظرنا إلى هذه المرحلة العمرية فسنرى أن الأطفال يتعلمون أهم مهارات حياتهم:
💡 تعلم الحركة والانتقال من مكان إلى آخر.
💡 تعلم التكلم والتعبير عن النفس.
💡 تعلم المشاعر وكيفية استعمالها وكيفية الثقة بمن يحبون.
💡 تعلم الدخول للحمام (إنجاز عظيم جداً بالنسبة لهم).
💡 تعلم الحدود وقوانين البيت أياً كانت هذه القوانين. وكذلك تعلم كيفية كسر هذه القوانين دون أن “يقبض عليهم”. 🤣
💡 تعلم كيفية القيام بمهامهم اليومية بأنفسهم. كيف يلبسون ملابسهم، كيف يطعمون أنفسهم، كيف يلبسون أحذيتهم … إلخ.
كل هذه المهارات هي مهارات مهمة وإنجازات ضخمة إذا أخذنا في الاعتبار بأن الأطفال لم يكونوا موجودين في هذه الدنيا قبل أربع سنوات!
إذا كنتم تبحثون عن أفكار لنشاطات متنوعة لمرحلة ما بعد الأربع سنوات فيمكنكم أخذ الكثير من الأفكار من هذه اللوحة التي أنشأتها على حسابي ببنترست.
التركيز على النشاطات الفنية والتعليم الحسي التفاعلي
عندما يصل الأطفال إلى أربع سنوات، نبدأ بتقديم لهم نشاطات فنية “منظمة” يستعملون فيها كل حواسهم ومهاراتهم الدقيقة. عندما نجلس معاً ونقوم بنشاطٍ ما، فإن الطفل في هذه الحالة يستخدم حواسه لإنتاج قطعته الفنية.
فمثلاً يستعمل المستلزمات الفنية والألوان ويلمسها ويشمها، وأحياناً يتذوقها!😊
يستعمل مهاراته الدقيقة (Fine Motor Skills) عندما يتطلب النشاط بعض القص والتلصيق.
يحاول فهم العلاقة بين القطع (إن كان نشاطاً به عدة قطع يتم تلصيقها) وكيف تركب مع بعض حتى يتكون لدينا شكل مألوف. هذه تساعد الطفل على مهارة التحليل – وإن كانت ملامح وجهه تعطينا الشعور بأنه ضائع ولا يعرف ما الذي يقوم به – ولكنه مع الوقت يبدأ يحاول استنتاج علاقة كل قطعة بالمنتج النهائي، وتبدأ تتطور عنده مهارة التحليل التي سيحتاجها فيما بعد للقراءة… نعم نعم …القراءة!
النشاطات الفنية ليست مهمة لتطوير المهارات الحسية والدقيقة عند الطفل فحسب، ولكنها مهمة لنموه النفسي والعاطفي. عندما يقوم الطفل بإنهاء “مشروعه” الفني، فإنه يفخر به كثيراً ويشعر بالإنجاز، بل ويشارك إنجازه مع من هم في حياته، وبالتالي هذه المشاركة تنمي ثقته بنفسه وتنمي مهاراته اللغوية عندما يحاول أن يشرح الذي قام به.
هناك الكثير من المقالات والدراسات والكتب حول أهمية النشاطات الفنية لصحة ونمو الأطفال النفسية والعاطفية، وكيف أن من يحصلون على فرصة الانغماس في النشاطات الفنية لديهم أداء أكاديمي أفضل بكثير ممن يُحرم هذه الفرصة.
للمزيد حول أهمية هذا الموضوع تفضل هذه المقالة، وهذه باللغة العربية، وكذلك هذه المقالة وهذه وهذه باللغة الإنجليزية إن أردتم.
الجميل الذي صادفني هو وجود دراسة تمت بجامعة السلطان قابوس حول أثر الممارسة الفنية في تنمية القدرات الذهنية للأطفال. كما هو معتاد فإن هذه الدراسة قامت على الأطفال المنتظمين في المدارس التقليدية، ولكن لا بأس من النظر في ثناياها وأخذ منها الخلاصة التي تساعدنا في رحلة تعليمنا المنزلي.
إن كنت تبحث عن نشاطات فنية لهذه الفئة العمرية، فربما تعجبك هذه الأفكار على هذه اللوحة التي أنشأتها على حسابي ببنترست.
القراءة القراءة القراءة
كلنا سمعنا بهذه العبارة: “أمة اقرأ لا تقرأ” أليس كذلك؟
كم أكرهها ولكنها واقع.
للأسف الشديد نحن لا نقرأ كثيراً لأنفسنا ونغفل أن نقرأ لأطفالنا. وإن أردنا أن نغير من هذه العبارة ومن الدائرة المفرغة التي وقعنا بها، فيجب أن نبدأ بتغيير الواقع الحاضر حتى نعطي لأطفالنا مستقبلاً مغايراً.
الذي أثبتته الدراسات وأجزم به من تجربتي هو أننا كلما قرأنا لأطفالنا كلما كانت هذه القراءة مفيدة ليس فقط لتكوين مهاراتهم اللغوية فحسب، بل كذلك لتمهيدهم للقراءة بأنفسهم عندما يحين الوقت.
القراءة للأطفال لها فوائد تفوق الفوائد “الأكاديمية” المعتادة التي يطالب بها التعليم النظامي، ففوائدها النفسية والعاطفية لا يمكن مقارنتها أو تجاوزها.
عندما نجلس مع أطفالنا ونضعهم في حجورنا ونقرأ معهم فإننا هنا نوطد علاقتنا بهم ونشعرهم بالأمان وبأنهم مهمون وهكذا يثقون بنا دون أن نطلب منهم أن يثقوا بنا. وعندما نجلس معهم ونقرأ نفس الكتاب مراراً وتكراراً حتى نحفظه فإننا نوفر لأطفالنا الاستقرار النفسي والعاطفي الذي يمكن أن يُبنى عليه مستقبل مستقر.
القراءة للأطفال هي المدخل المهم لكل ما هو قادم من تعليم أكاديمي مستقبلي. ولكن يجب أن تكون فترة القراءة للأطفال فترة طويلة جداً وأن نعيرها اهتماماً فائقاً حتى نتمكن من بناء ذلك المستقبل الأكاديمي!
فلتكن القراءة في هذه الفترة للمتعة وللمتعة فقط.
لندع أطفالنا يسمعوننا نقرأ لهم، وندعهم ينظرون في ثنايا الكتب وصورها وأشكال حروفها، ولنتركهم يلمسون صفحات الكتب ولنصبر إن تم تمزيقها (لا بد من ضحايا😅)، ولنؤسس القاعدة لحب القراءة والمطالعة واكتشاف الجديد قبل حتى تعلم القراءة!
كيف نقرأ لأطفالنا؟
الأطفال يحبون الروتين، ويشعرون بالأمان معه.
فإن أمكن فليكن جزء من هذا الروتين مخصصاً للقراءة. قد تكون فترة القراءة في الفترة الصباحية أو المسائية أو قبل النوم أو كلها معاً (إن كان لديكم الصبر الكافي لذلك)، أو أي وقت آخر تفضلونه أو يفضلونه هم.
الأطفال كذلك يحبون أن يُقرأ لهم نفس الكتاب مراراً وتكراراً حتى نحفظه نحن كالوحي المنزل. في الماضي كنت أمل جداً ولا أعرف لماذا بناتي لديهن فقط كتابين مفضلين من كومة الكتب الموجودة عندنا. ولكن الذي تعلمته هو أن الأطفال يشعرون بالأمان عند قراءة نفس الكتاب مراراً وتكراراً. لذلك إن حصل هذا معكم فلتكونوا صبورين جداً ولتنتظروا أطفالكم ليقرروا هم تغيير الكتاب واختيار كتاب آخر.
عند الخروج من البيت لأي مكان تعلمون مسبقاً أنه ستكون به فترة انتظار (كالذهاب إلى العيادة والانتظار لفترات طويلة) خذوا معكم بعض الكتب كذلك، فهذه فرصة لأن تقرؤوا لهم ولتمرير الوقت.
الخلاصة هو محاولة انتهاز كل فرصة ووضع الكتب أمام أعين الأطفال وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتهم.
فإن أردتم أن يحب أطفالكم القراءة، وتعلم القراءة، وأن يكونوا قُراءً جيدين (الذي بدوره ينتج كُتّاباً جيدين)، فإن أول خطوة هي أن يُقرأ لهم كثيراً.
تأجيل التعليم الأكاديمي إلى … احم احم … 7 سنوات!
نعم أعلم بعضكم يود الآن الهجوم على رقبتي وكسرها.🥴
ولكن اقرؤوا ما لدي فلربما تقتنعون برأيي.
في فنلندا يبدأ التعليم النظامي الإلزامي عندهم من عمر 7 سنوات. بالطبع هم دولة متقدمة، وقد قاموا بالكثير من الدراسات وصرفوا عليها وعلى نظامهم التعليمي الكثير من المال حتى وصلوا لهذا العمر المناسب.
طلابهم يُصنفون من أفضل الطلبة على المستوى العالمي لعدة أسباب – منها تأخير التعليم النظامي لسن السابعة.
ولكن هل تعلمون أننا نحن المسلمون سبقناهم بمئات السنين لهذا الرقم السحري؟
ما هو أهم شيء في حياة المسلم الذي يجب عليه القيام به؟
ما هو أهم ركن بعد الشهادتين؟
ما هو الفرض الوحيد الذي فُرضَ علينا من فوق سبع سماوات وبدون أي وسيط (جبريل عليه السلام) بين الله – عز وجل – وبين نبينا – صلى الله عليه وسلم-؟
بالطبع إنه الصلاة، كما قال نبينا – صلى الله عليه وسلم – “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”.
إذن، فالصلاة من أهم العبادات ومن أركان الإسلام ودونها لا يُصنف المسلم على أنه مسلم.
طيب … متى أمر الرسول – عليه الصلاة والسلام – أن نعلم أبناءنا هذا الفرض المهم والمهم جداً؟
عند السابعة! ” علِّموا أولادَكُمُ الصلاةَ إذا بلَغُوا سبعًا”.
لماذا هذا العمر بالتحديد الذي هو دون سن البلوغ بكثير؟
في نظري ورأيي وقناعتي الشخصية (ربما الأمر يحتاج إلى دراسات وأبحاث، لكن أنا يكفيني حديث صحيح واحد) أن هذا العمر الذي حدده لنا نبينا وحبيبنا – صلى الله عليه وسلم – هو العمر المثالي لتعليم الأطفال أي شيء “نظامي” أو به “system” معين، وله احتياج أو استعمال دائم.
إذا كانت الصلاة بهذه المكانة وهذه الأهمية في الإسلام لا تُعلّم ولم نُؤمر بتعليمها لأبنائنا إلا في السابعة من العمر، فلماذا نفرض على أبنائنا وهم في الثالثة والرابعة أن يتعلموا أشياء دنيوية يمكن تأجيلها لما بعد؟
القراءة والكتابة والرياضيات – التي هي أسس كل العلوم وأول ما يتم تعلمه أكاديمياً – هي مهارات لها “system” معين، نستطيع أن نؤجلها ونؤخرها إلى السابعة بدون أدنى شك.
نعم هناك أطفال يتعلمون هذه المهارات قبل السابعة، تماماً كما أن هناك أطفالاً يتعلمون الصلاة ويحفظون القرآن الكريم قبل السابعة كذلك، ولكن إن أردنا أن نحدد العمر المناسب فها قد حدده لنا من لا ينطق عن الهوى – صلى الله عليه وسلم.
الذي يجبرنا ويجبر الكثير من أولياء الأمور الرافضين للتعليم الأكاديمي المبكر هو متطلبات النظام الدراسي التقليدي (وشبحه الذي يلاحقنا دائماً) الذي يريد أن يُخرج لنا أكبر عدد ممكن من الطلاب بأسرع وقت ممكن وأقل جهد ممكن – تماما كما لو كنا وكان أبناؤنا سلعاً تجارية في مصانع الـ Mass Production.
أتمنى أن تكون رقبتي قد نجت من هجومكم 😁، ولكن إن لم تقتنعوا برأيي فالمجال لكم في التعليقات أسفل المقالة.
في الختام …
بعد هذا السرد المطول حول التعليم المبكر والتعليم المنزلي، أود أن ألخصه في هذه النقاط السريعة:
🌸 لا تعليم منظم إلا بعد سن الرابعة.
🌸 وبعد سن الرابعة يكون تعليما غير أكاديمي ويميل للعفوية أكثر.
🌸 نفسح المجال للكثير من اللعب بشتى أنواعه وطرقه وللكثير من النشاطات الفنية وأن نقرأ الكثير لأبنائنا للمتعة.
🌸 وحين يبلغ الأبناء سبع سنوات – وما حولها – نبدأ تعليمهم تعليماً أكاديمياً منظماً.
أعلم أن بعض الأفكار التي أطرحها متمردة جداً على ما هو متعارف عليه في عالمنا العربي، لكن هنا يحضرني قول الإمام الشافعي – رحمه الله – حين قال ” قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب”.
لا أدعي أنني في مقام إمام جليل مثل الشافعي، لذلك سأحور في مقولته وأقول: قد يكون قولي خطأ يحتمل الصواب، وقول غيري صواب يحتمل الكثير من الخطأ!
لذلك كالعادة خذوا مني ما يعجبكم ويقنعكم، واتركوا الباقي.
لا تنسوا مشاركة هذه المقالة، وغيرها من المقالات – إن أعجبتكم – من خلال أيقونات التواصل الاجتماعي في الأسفل. كما أتمنى أن أسمع منكم في التعليقات أسفل الصفحة.
I do not even know how I ended up here but I thought this post was great I dont know who you are but definitely youre going to a famous blogger if you arent already Cheers
كلام جدا رائع ومقنع جزاك الله خير يارب
شكر كبير لك على هذه التدوينة , كنت في حيره مع ابني ذو الـ 4 سنوات , ضغط المجتمع يخبرني انه من المفترض ان يلتحق بالروضة , لكن في قرارة نفسي لا أريده أن يتعلم التعليم التقليدي الموجود بالروضات .. أبحث عن روضة فقط لـ لعب أشعر انه يحتاج ان يختلط بالاطفال أكثر وان يتعلم مهارات اجتماعية أكثر ..
طمأنني حديثك بـ أن ما ابحث عنه ليس جنون ههههه ..
لدي سؤال : في عمر الرابعة هل يعتبر تسجيل الطفل في نادي لـ الكرتيل مثلا او السباحة من التعليم المنظم ؟
لا أبداً، العكس تماماً.
إذا وجدتي أي فرصة في انخراط ابنك في أيٍ من هذه النشاطات فانتهزيها. هذه النشاطات ليست من التعليم الأكاديمي حتى وإن كانت منظمة.
ولا يوجد لها عمر معين ولا كمية معينة…
سعيدة بمرورك. 🌸
اتفق معك في نقاط كثيرة اهم نقطة هي تأجيل التعليم لكن لاتؤجل التثقيف بمعنى لو تم سؤالك عن مثلا القمر ( دورة القمر). لاضرر بأن تخصص الاسبوع كامل لكن شرحه باللعب طبعا وايضا هناك نقطة اعتقد بأن لو أضيفت لكان امر جيد وهو تحفيظ القرآن من أجمل واعظم الأمور التي تقدمها لفلذة كبدك كما يقال علمه القرآن والقرآن يعلمه كل شي
جميل كلامك واتفق معك.
لكن في سن ما قبل الأربع سنوات، أليس من غير المنطقي أن نخصص اسبوع كامل لدورة القمر؟
نعم يمكن أن نقوم ببعض النشاطات ونُثقف كلما سألنا الطفل لا ضرر في ذلك، لكن المقصود من المقالة هو التعليم المنظم والأكاديمي الذي يمكن أن ينتظر لما بعد بدون شك.
أتفق معك في نقطة تحفيظ القرآن إن كان الطفل من النوعية الذي يحفظ بسهولة ومنطلق في النطق.
احسنت حبيبتي وجزاك الله خيرا .. فانا ابدا مع ابنتي الثانية لتمهيدها لدخول المدىسة العام القادم باذن الله وقد افادني مقالك كثيرا .. تحياتي 🌹🌹🌹🌹
وإياكم، والحمد لله أن المقالة أقادتك.
سعيدة بمرورك وتعليقك. 🌸
جزاك الله خيرا مقال ممتع ومفيد وأسلوبك شيق جدا
أهلاً سندس،
وجزاك الله خير على تشجيعك.🌸
ام مريم ..وضعتي يدك على الجرح ابنتي مريم ادخلتها المدرسه في عمر الست السنوات والان انا اعاني من تعليمها اصبحت تكره المدرسه ولا تحب الكتابه او عمليات الحساب ماذا افعل ..ولدي طفله اخرى بعمر 5وكذا شهر هل ادخلها الروضه ام اعلمها تعليم منزلي
أهلا أم مريم، كم يحزنني ما سمعت، الحقيقة قصتك متكررة كثيراً جداً. لا تتصوري عدد الإيميلات التي تصلني كل يوم تحكي نفس القصة! سألتي ماذا أفعل؟ أقول من تجربتي بأن تعليميها منزلياً إن استطعتِ! لا يوجد حل جذري لمشاكل المدارس في الوقت الحالي إلا التعليم المنزلي. هذا رأيي وأعلم أنه يخالفني فيه الكثير، وأعلم أيضاً أن الكثير لا يستطيع حتى وإن اقتنع بالتعليم المنزلي. لذلك حاولي أن تسددي وتقاربي وتغطي على ثغرات المدارس في البيت، والانغماس في عملية التعليم ولا تتركيها للمدرسة بالكامل. أعلم أن عملية “نزع الشوك” أصعب بكثير من البدء على “صفحة بيضاء”، ولكن للأسف هذا هو الواقع… Read more »
شكراً لكي سيدتي💜 وتحية لكي ولكل شعب ليبيا العظيم ❤️💙💛
أنا مصرية عمري ١٧ سنة فقط، ولكن حلمي لما أكبر أعلم أطفالي تعليم منزلي، اكتشفت موقعك سيدتي – أم يوسف- اليوم واستفدت منه، قرأت ثلاث مقالات وفي طريقي لقراءة باقي المقالات 💨💨💚
كنت أتابع مجتمع ابن خلدون ومدونة دعاء مجدي 💗💗💗
أكرر : شكرآ لكي سيدتي جدا على هذا المقال الرائع الشامل 💖💖💖💟
أهلا مريم،
أحيي فيك هذا الوعي المبكر!
عندما كنا في عمرك لم نكن نفكر في الأطفال ناهيك عن طريقة تربيتهم وتعليمهم.. صدقاً أحيي فيك وعيك وأسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة.
سعيدة جداً بمرورك وقرائتك لمقالاتي 🌸
جميل، أُعجبت حقيقة بتكامل المقال وبحرصك على المرجعية العلمية
وأنا أقرأ مقالتك تبادر لذهني سؤال: هل تعتقدين أن هناك ضرر من التعليم الأكاديمي في سن مبكر إن أبدى الطفل استعداد له؟
فكرتي أن الطفل هو من يقود العملية التعليمية.. وإن أبدى رغبة أو استعداد للتعليم الأكاديمي في أي عمر فسأوفر له الدعم والبيئة المناسبة.. فالأطفال يتفاوتون في استعداداتهم وقدراتهم؛ وهذه من ايجابيات التعليم المنزلي
أهلاً هيفاء، نعم كلامك صحيح، والطفل يجب أن يكون هو القائد للعملية التعليمية، ولا أعتقد أنه سيكون هناك ضرر إن أراد هو أن يتعلم! لكن الحاصل الآن أن الكثير يعتقد أن التعليم المنزلي = تعليم أكاديمي مبكر، والحقيقة هذا غير صحيح، وأنا شخصياً وقعتُ في هذا الفخ في الماضي. هذه المقالة هي محاولة لكبح جماح الحماس عند الأمهات (إن صح التعبير)، وتأخير التعليم الأكاديمي بقدر الإمكان حتى يكون الطفل مستعداً. لا تتصوري عدد الإيميلات التي تصلني شبه يومياً من أمهات متحمسات جداً ويطلبن العون في كيفية البدء في التعليم المنزلي، وعند الاستفسار عن أعمار الأطفال أجدهم 3 إلى 4 سنوات… Read more »
ما أروعك سيدتى ، بالمصرى ايه الجمال ده ☘️🌺💛
شكراً شيماء 🌺
سعيدة جداً بتعليقك.
ماشاءالله تدوينة رائعة وغنية أتمنى تفيد كثيير من الأمهات ،جزاك اللّٰه خيرا
أهلا عواطف،
جزاك الله خير، وسعيدة جداً بمرورك.
تحياتي 🌺
شكرا لكي مقالتك رائعة جدا انا ام عاملة ولا اجد وقت كبير لأبنتي وكنت اجلد نفسي دائما مقالتك اذالت حمل كبير من على كتفي وعرفت من الذي احتاج تعليمه لأبنتي حتى تصل لسن الرابعه
أهلا غدير،
سعيدة جداً بمرورك وتعليقك.
والحمد لله أنك وجدت فائدة من هذه المقالة.
أعانك الله ووفقك.
تحياتي.🌺
مقالتك جميلة جدا
لكن كيف نحملهم
أهلا دعاء،
شكراً لك.🌺
ولكن لم أفهم سؤالك؟
هل تقصدين كيف نعلمهم؟ أم كيف تحملين المطبوعات المجانية على المقالات الأخرى؟
كيف حالك حبيبتنا ام يوسف
مقالتك اليوم رائعة ثبتت عندي مفاهيم كانت هواجس في ذهني
أهلا سارة،
الحمد لله بخير وعافية. 🌹
ما أكثر المفاهيم التي نحتاج أن نؤكد بعضها ونغير البعض الآخر.
سعيدة جداً بمرورك.
وحشتني مقالاتك جدا
عودا حميدا
أهلا آية،
أحاول أن أكتب أكثر، لكن كما تعلمي بالكاد أستطيع مع المشاكسين.
سعيدة بمرورك، ودعواتك لنا.🌸
جزاك الله خيرا بجد من اجمل المقالات الي قرأتها في حياتي واول مره اقرألك مقال ❤
أهلا الشيماء،
سعيدة جداً بمرورك وأن المقال أعجبك.
مرحباً بك 🌸
افتقدناك كثيرا أختنا وحبيبتنا أم يوسف الله يعينك وييسر لك كل أمر
استمتعت جدا بالمقال ..جزاك الله خير الجزاء
أهلاً ولاء،
سعيدة جداً بمرورك.
جزانا وجزاكم عزيزتي 🌸