5 نصائح في كيفية تأثيث غرف التعليم المنزلي بأقل تكلفة ممكنة

عندما بدأنا رحلتنا في إنشاء غرفة تعليمنا المنزلي، ذهبنا إلى أيكيا وقمنا بشراء بعض الأثاث لسببين رئيسيين:

أولا: كردة فعل لرفض المدرسة إرجاع رسوم التسجيل لنا.

وثانياً: لأننا قررنا قرار قطعي لا رجعة فيه بأننا سنعلم أبنائنا منزلياً. 

ليس كل الأسر المعلمة منزلياً مجنونة مثلنا، وبعضهم يأخذ الأمور بروية وعلى “مهل”.  لذلك في هذه المقالة سنتكلم عن 5 نصائح في كيفية تأثيث غرف التعليم المنزلي بأقل تكلفة ممكنة.

كما ذكرتُ في هذه المقالة وهذه كذلك، فأنا تعرفت على أسر معلمة منزلياً خرّجت أبناءها من على كنبات صالة المعيشة وطاولة المطبخ!  في نظرهم مفهوم التعليم المنزلي هو ألا يكون للتعليم التقليدي أي تأثير – حتى شكلياً – على العملية التعليمية لديهم، ولذلك تجد بعض الأسر المعلمة منزلياً ترفض تأسيس غرفة تعليم منزلي في بيوتهم.

ومع هذا فمن أراد فعلاً أن يؤسس غرفة تعليم منزلي عليه أن يعلم بأنها تُؤسس تدريجياً وليس بين يوم وليلة.

5 نصائح في كيفية تأثيث غرف التعليم المنزلي بأقل تكلفة ممكنة

جميل أن يكون في مقدورنا تأثيث أي غرفة في المنزل وقتما شئنا وبأي ميزانية تروق لنا.

لكن الواقع غير ذلك، والكثير منا يجب أن يخطط و “يحوش قرشين” لأي مشروع منزلي يريد أن يقوم به.  لذلك هذه المقالة لهؤلاء الناس العاديين – مثلي ومثلك – الذين يحتاجون أن يكونوا مبدعين واقتصاديين – أو بالإنجليزية “resourceful” – واستعمال ما هو متاح أمامهم بطرق ذكية وجذابة وفعالة!

استخدام الموجود في البيت

إذا تصفحنا ربوع الانترنت، سنجد أن الكثير من الأسر المعلمة منزلياً حولت غرفة الطعام (أو السفرة أو المقلط أو الـ Dinning room) إلى غرفة تعليم منزلي!

ولما لا؟

فهذه الغرفة لا نستعملها إلا مرة في السنة عندما يأتينا ذلك الضيف المبجل!  أما باقي الأيام فهي ضحية للغبار.  وكذلك هذه الغرفة عادةً يكون بها مكان واسع لوضع أرفف إضافية وبها ذلك البوفيه الذي سيكون مكان رائع لتخزين كل مواد التعليم المنزلي به.

في فترةٍ ما– بسبب بعض أعمال الصيانة -، انتقلت طاولة الأكل في منزلنا إلى غرفة تعليمنا المنزلي، كانت فترة تثير الأعصاب والبيت كان منقلباً رأساً على عقب😓، ولكن أعجبتني جداً فكرة وجود طاولة كبيرة للجميع.

كان الأولاد في تلك الفترة أكبر قليلاً فكانت هذه الطاولة الكبيرة مريحة لهم.  وتمنيت أن تبقى هذه الطاولة في غرفة تعليمنا المنزلي، إلا أنها كان يجب عليها أن تعود إلى مكانها المعتاد!

لذلك من كان لديه طاولة إضافية يمكنه استخدامها في غرفة تعليمه المنزلي، وكذلك من كان لديه أي قطعة أثاث يمكن أن يستغني عنها ويستعملها لأغراض غير التي صُممت لها. 

كأن يحول طاولة سرير جانبية إلى طاولة لوضع عليها الكتب أو مكان عرض آخر المشاريع، أو استعمال خزانة ملابس زائدة وتحويلها إلى أرفف لمكتبة غرفة التعليم المنزلي، أو خزانة لتخزين المواد والأدوات المستعملة في تعليمكم المنزلي.

هل ترون هذه الأرفف؟

في الواقع هذه الأرفف كانت جزء من سرير 😁!

كان ذلك سرير ابني الذي تكسر ولم يعد صالحاً للاستعمال.  لكن هذا الجزء استطعنا أن نخلصه من الركام واستعماله كأرفف.  بعد أن رجعنا لكندا أصبحت هذه الأرفف مخصصة للكتب التي نستعيرها من المكتبة العامة ومكانها في صدارة غرفة تعليمنا المنزلي!

استخدام وتجديد الأثاث المستعمل

الأثاث المستعمل اقتصادي جداً.  فإن كان هناك مجال لشراء أثاث مستعمل أو علمت أن أحد معارفك أو أقاربك يريد التخلص من قطعة معينة، فانتهز هذه الفرصة وانظر إذا كان من الممكن استعمال هذه القطعة في تأثيث غرفة تعليمكم المنزلي.

أسر التعليم المنزلي المتنقلة عادة تتخلص من أثاث غرف تعليمهم المنزلي كلما حان وقت شد الرحيل إلى بلد آخر، وفي الغالب يوزعون أثاثاهم وكتبهم وموادهم التعليمية على باقي الأسر في محيطهم أو في مجموعة التعليم المنزلي التي ينتمون إليها. 

قد يقول أحدكم، الأثاث المستعمل غير جميل وغير جذّاب، أو قد لا يتوافق لونه مع ما هو موجود مسبقاً في البيت.

نعم هذا صحيح، ولكن نحن أسر معلمة منزلياً!

ماذا يعني ذلك؟

يعني أننا لا نخاف من أن نمرح قليلاً ونغير هذا الأثاث القديم أو المستعمل إلى شيء جديد وجذّاب!

كثيراً ما يكون الأثاث القديم بشع المنظر أو منتهي الموضة، ولكن يكون ذو جودة عالية يتحمل سنين أخرى من الاستعمال اليومي.  وببعض الدهان، وقليلٌ من الإبداع، وكثيرٌ من الصبر يمكن تحويل أي قطعة قديمة إلى قطعة جديدة رائعة!

غرفة تعليمنا المنزلي يغلب عليها اللون الأبيض الآن، لكن إذا لاحظتم في هذه المقالة، فإن صور غرفة تعليمنا المنزلي في سنة 2008 تظهر فيها الأرفف باللون البني، أما الآن فتظهر نفس الأرفف باللون الأبيض.

ماذا فعلت؟

😎😎😎

قمت بدهان جميع الأرفف والطاولات باللون الأبيض!

عندما انتقلنا لبيتنا في كندا وقررنا تحويل القبو (البيسمنت) إلى غرفة تعليمنا المنزلي، كانت هناك مشكلة قلة الإضاءة!

القبو دائماً مظلم ولا تدخل فيه أشعة الشمس إلا في فصل الصيف.  لذلك أردت أن “أُنور” المكان بالألوان الفاتحة، ومن شدة ظلمة فصل الشتاء في كندا لم يكن بوسعي إلا أن أختار اللون الأبيض!

بالإضافة إلى أن هذه الأرفف أصبحت قديمة ومستهلكة (تم شرائها في سنة 2007)، و عليها كل ما يخطر ببالكم من إبداعات المشاكسين الصغار!

هذه المكتبة كانت مكتبة مستعملة تركها السكان السابقين لثقلها ولونها القاتم (كان لونها أسود).  كانت في الخزين تئنُ تحت رحمة الغبار ومليئة بشبكات العنكبوت والحشرات الأخرى🤢، ولكن أعجبتني جداً لحجمها وجودتها حتى وإن كانت “تغم القلب”. 

فقررت أن أدهنها كذلك باللون الأبيض!

إذا ذهبتُ إلى السوق واشتريتُ كله هذه الأرفف والمكتبة والطاولات، لكنت قد صرفت أكثر من 3000 دولار أو يزيد.  لكن بسبب فكرة الدهان التي لم تكلفني أكثر من 200 دولار استطعت أن “أجدد” كل هذا الأثاث القديم وأغير هذه الغرفة بأقل تكلفة ممكنة.

خلاصة القول – لا تترددوا أبداً في اقتناء الأثاث المستعمل إذا كان سيلبي حاجتكم في غرفة تعليمكم المنزلي فهو اقتصادي جداً جداً، ويمكن تجديده بأقل تكلفة ممكنة، لكن نصيحة لوجه الله، لا تدهنوا باللون الأبيض!!!

انتهاز فرص التخفيضات

هذه النصيحة من الأمور البديهية!

“حط عينك” على كل ما تتمنى أن تقتنيه أو تشتريه، وعندما يأتي موسم التخفيضات انتهز الفرصة.

الانتظار قد يكون صعب، ولكنه يعطينا فرصة أن نفكر في خياراتنا واتخاذ أفضل القرارات. 

مثلاً: عندما ننتظر التخفيضات لشراء شيء معين، قد يأتي أمامنا منتج أخر أفضل جودة وأرخص سعراً من الذي كنا ننتظره، وكذلك الانتظار يعطينا المجال لأن “نحوش قرشين” لشراء المنتج حتى وإن لم يأتِ ذلك التخفيض المنتظر!

الاتجاه إلى محلات أبو (ضع عملتك!)

في كل البلدان يوجد محلات أبو (ضع عملتك).

أبو ريال

أبو دينار

Dollarama, Dollar Tree, Dollar Store – هذه كلها نسميها محلات “بو دولار” في بيتنا 😁.

كل هذه المحلات بها خيارات كثيرة لسلال التنظيم وصناديق التخزين وأدوات القرطاسية ومستلزمات الفنون والأشغال اليدوية، وكلها بأسعار زهيدة تساعدنا في تأثيث وتنظيم غرفة التعليم المنزلي بأقل تكلفة ممكنة.

نعم، قد تكون الجودة أقل من صناديق التنظيم الموجودة في أيكيا مثلاً، ولكنها جيدة بما فيها الكفاية لأن نبدأ بها، وإن استخدمناها بلطف (لا أعتقد أن هذا ممكنا مع المشاكسين الصغار) ستدوم معنا لسنين طويلة إن شاء الله.

كذلك هذه المحلات مفيدة لمن ينتهج المنتسوري في فلسفة تعليمه المنزلي، فمن خلالها يمكن اقتناء بدائل لمعدات المنتسوري باهظة الثمن وتطبيق نشاطات هذا المنهج بأقل تكلفة ممكنة.

استعمال ما يلفظه المطبخ

نحاول بقدر الإمكان أن نطبق التآت الثلاث في بيتنا (تقليل – تدوير – تكرير) أو كما نقول بالإنجليزية

(The 3 R’s (Reduce – Reuse – Recycle

وأفضل طريقة لتعليم الأبناء هذا المفهوم ونقله من كتاب العلوم إلى الواقع المشاهد هو استخدام “النفايات” وإعادة استعمالها لأغراض أخرى.  وأفضل مصدر في البيت للتكرير والتدوير هو المطبخ!

نستعمل زجاجات الجبنة (كم أنا مشتاقة لجبنة المراعي😍) وعلب البسكويت الحديدية وحامل المناديل وغيرها لتنظيم وترتيب أدواتنا في غرفة تعليمنا المنزلي.

مثلاً:

زجاجات الجبنة القابلة للدهن نستعملها لتخزين البطاقات أو لحمل الألوان والمقاص، أو لوضع كليبات الورق (Paper clips) .

علب البسكويت الحديدية (تحديداً علب ماكفيتيس) نستعملها لتخزين الصمغ والشرائط اللاصقة.  والعُلب الطويلة نستخدمها لتخزين المساطر.

علب الفول السوداني نستخدمها لتخزين اللواصق التشجيعية (Stickers).

صناديق الكرتون لا نرميها إلا عندما يكون عندنا مخزون فائض.

حامل المناديل نستخدمه لوضع الأوراق به، وعادةً تكون “للامتحانات” التي تحتاج إلى “تصحيح” 😑.

بعض الصناديق البلاستيكية نستخدمها لتخزين الألعاب التعليمية أو الأدوات الكبيرة.

وللمزيد من الأفكار الرائعة تابع هذه اللوحة التي أنشأتها حديثاً على حسابي ببنترست. و سأضيف إليها المزيد كلما واجهتني أفكار تنظيم رائعة تساعدنا في تنسيق غرف التعليم المنزلي.

أرجو أن تتذكروا دائماً بأن غرف التعليم المنزلي تؤسس تدريجياً وعلى فترات طويلة، وأرجو ألا يشعر أحدكم بالإحباط حين يرى هذا وذاك لديهم غرف تعليم منزلي “تفتح النفس”.  كل الأسر المعلمة منزلياً بدأت بلا شيء، وتدريجياً قامت بتأسيس غرفها للتعليم المنزلي بأفكار بسيطة وجذّابة وعملية.

ليس المهم تأسيس غرف التعليم المنزلي، ولكن المهم هو الأوقات الممتعة المليئة بالحب والحنان التي نقضيها مع أبنائنا، والمهم كذلك هو غرس حب التعلم فيهم ليستمر معهم مدى الحياة، وليس فقط في أوقات الدراسة!

لا تنسوا مشاركة هذه المقالة، وغيرها من المقالات – إن أعجبتكم – من خلال أيقونات التواصل الاجتماعي في الأسفل.