في رحلة تعليمنا المنزلي نُعلِم ونُدرِس على مدار السنة، لا نهتم بمواعيد التعليم النظامي ولا نلتزم بها. نأخذ إجازاتنا متى شئنا وندرس متى راق لنا مزاجنا.
لكن في هذه الإجازة الصيفية خففنا الكثير من التعليم المنزلي المعتاد بسبب شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى وجربنا التعليم المنزلي اللامدرسي الذي يصيب الكثير منا بالرعب ويعتبره البعض إهمالا وتقصيرا في حق الأبناء!
في بداية رحلة تعليمنا المنزلي كنا نُعلم بالطريقة التقليدية المنظمة، ومع مرور الوقت بدأنا نتجه إلى تعليم منزلي مرن انتقائي. (للمزيد حول أنماط التعليم المنزلي تفضل هنا).
ودون أن نشعر بدأنا نميل إلى فلسفة تشارلت ميسون التي تركز على الكتب الحية والابتعاد عن المناهج التقليدية. لكن أن نسلك تعليما منزليا لامدرسيا بالكامل؟ بالنسبة لي هذا كان من المستحيلات – أو هكذا كنتُ أعتقد!🤔
ماذا أقصد بالتعليم اللامدرسي؟
الذي أقصده بالتعليم اللامدرسي هو التعليم الحر الغير منظم، الذي لا يتّبع منهجا معينا، ولا ينضبط بطريقة معينة، وليس له أي برنامج يذكر، بل وحتى لا يمكن قياس نتائجه بطريقة مقننة!
الذي أقصده هو التعليم اللامدرسي الذي يأتمر بشغف الطفل وشغف الطفل فقط!
الذي يقرر الطفل فيه ماذا يقرأ ومتى يقرأ وأين يقرأ وماذا يفعل بعد كل هذه القراءة – إن أراد أن يفعل شيئاً بما تعلمه أصلا.
الذي أسميه بلهجتنا الليبية تعليم “مطلوق سراحك يا طوير!”😂
من كان له شرف الحصول على لقب أرنوب تجاربي؟
ابني يوسف.❤
يوسف هو الوحيد الذي مازال في مرحلة يمكننا فيها أن نقوم بما يحلو لنا وأن يدرس ما يروق له دون تدخل يذكر من البورد المدرسي المنضوين تحته هنا في كندا.
أما أخواته الأكبر منه فهن الآن في مرحلة الثانوية (أو شبه الثانوية) ولم يعد التعليم المنزلي معهن كما كان في السابق.
من ناحية هذا الوضع مريحٌ لي لأنني لم أعد أُعلم الثلاثة في آنٍ واحد (وأفقد صوابي😵)، ولكن من ناحية أخرى أفتقد تلك الأيام التي كنا نقوم بالكثير من النشاطات والفنون والتعليم التفاعلي – كما نسميه – الذي لا يروق ليوسف بتاتاً.
في المقابل يوسف جنى ثمار خبرتي في التعليم المنزلي، والذي جعلني أسترخي جداً (بل وجداً جداً) في تعليمه المنزلي، حتى أصبحتُ لا أركز إلا على حفظ القرآن والرياضيات وأحياناً الإملاء والـ Spelling.
أما باقي المواد والمواضيع فهي … لنقل أنها لم تعد تظهر على جدولنا بصفة يومية أو حتى أسبوعية.
لماذا؟
لأن يوسف من النوع الذي يحب أن يقرأ في المواضيع التي تثير فضوله واهتمامه فقط، وعندما يقرأ يتعلم ويخزن معلوماته. لكن عندما أفرض عليه قراءة موضوع معين فلا يتجاوب معي أبداً لأن الموضوع “ممل” و” غير مهتم به حالياً” كما يقول لي، مما يجعلني أتساءل ” ما الفائدة من إجباري له؟”
ولكن في نفس الوقت شبح التعليم النظامي يحوم فوق رأسي ويوسوس في أذني بأن يوسف يجب أن يعرف ويتعلم كذا وكذا، وإلا الويل لك يا أم يوسف!😨
التعليم اللامدرسي: تجربتنا مع التعليم المنزلي اللامدرسي في الإجازة الصيفية
عدم رغبة يوسف في بعض مواضيع العلوم المقررة
طيلة الفترة الدراسية الماضية كانت المواضيع المقررة في منهج يوسف لمادة العلوم متنوعة؛ ما بين علوم الفضاء إلى الجيولوجيا إلى المعادن وخصائصها إلى الأحياء. (للمزيد حول المناهج تفضل هنا، وحول خطوات اختيارها هنا).
المواضيع التي كانت تثير اهتمامه، أنهى وحداتها بسرعة فائقة، وكان يدرسها ويقرأها في يوم واحد تقريباً – مع حل تمارين كتاب النشاطات المصاحب للمنهج.
أما المواضيع التي لا يرغب فيها، كان أمرها صعبا عليه وعلي، والرابح الوحيد كان شبح التعليم النظامي المستمتع كثيراً.
ما الحل؟ كيف لي أن أجعل ابني يتعلم عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمعدن الفولاني حتى ينجح في حياته المستقبلية؟ 😒
استغلال شغفه وحبه لكوكب المريخ واستعمال ذلك لدراسة أو المرور السريع بالمواضيع التي “لا يحبها”
يوسف يحب علوم الفضاء – هكذا هو الحال في الوقت الحالي ولا أعرف إن كان هذا الشغف سيستمر طويلاً.
لذلك عندما جاء وقت عيد الفطر قررنا أن نشتري له لعبة Xbox عن كوكب المريخ (Surviving Mars) كمكافأة له لأنه صام شهر رمضان كاملاً هذه السنة.
الذي لم أكن أتوقعه أن لعبة الـ Xbox (مع كرهي الشديد للألعاب الإلكترونية) فتحت الباب على مصراعيه ليوسف وأثارت شغفه في مواضيع علمية لم تكن تخطر على بالي، بل وبعضها مما كان “يكرهه”!
اللعبة عبارة عن كيفية الوصول إلى كوكب المريخ، وكيفية العيش عليه، وما الذي يجب فعله لتحويله إلى كوكب صالح للحياة. وتدخل اللعبة في تفاصيل علمية أخرى مما أثار فضول يوسف حتى طلب مني البحث عن أفلام وثائقية حول الموضوع.
شاهدنا عدة أفلام وثائقية عن كيفية تأهيل كوكب المريخ للحياة، وما الذي علينا فعله لرفع درجة الحرارة عليه، وما نوع الأشجار التي يجب أن ننقلها من الأرض لكوكب المريخ والتي تستطيع النجاة والحياة هناك؟
وكم ستأخذ عملية التأهيل هذه من وقت حتى نستطيع نحن كبشر أن نمشي على كوكب المريخ كما نمشي هنا على الأرض … وهكذا دخلنا في متاهات علمية قد تبدو خيالية ولكنها ممكنة جداً جداً.
الجميل في الأمر أن هذه الأفلام الوثائقية تطرقت إلى الكثير من الكيمياء، وإلى خصائص بعض المعادن ودوراتها وكيف تتم العملية الكيميائية لنحصل على ماء على كوكب المريخ – مواضيع كان يوسف لا يحبها وغير مهتم بها، وفجأةً أحبها واهتم بها! (سأرد لك الصاع صاعين يا شبح التعليم النظامي!💪)
المكتبة العامة وكنوزها
بعد مدة اتجهنا إلى المكتبة العامة. وإن كان هناك شيء في هذه البلاد كنتُ أفتقده كثيراً جداً ونحن في السعودية فهو المكتبات العامة.
هنا في المكتبات العامة لمدينة كالجري، يمكنك الحصول على بطاقة مجانية، وعلى هذه البطاقة يمكنك استعارة 99 كتاب كل 3 أسابيع!
نعم. نعم. 99 كتاب!
دخلنا إلى المكتبة وخرجنا بأكثر من 30 كتاب عن مواضيع مختلفة لا علاقة لها بكوكب المريخ، ولكن في نظر يوسف كانت كلها عن كوكب المريخ.
كتب عن الأشجار الطويلة، وكتب عن دورة النيتروجين والكربون، وكتب عن التلوث البيئي على الأرض والاحتباس الحراري وأثره على الحياة، وغيرها من المواضيع. وبالطبع كتب عن كوكب المريخ كذلك.
عندما رجعنا إلى البيت نظرت حولي لكل هذه الكتب المتناثرة وفجأةً انتبهت!
لحظة لحظة لحظة … أهذا هو التعليم اللامدرسي؟
أهذا هو التعليم الذي يتكلم عنه الكثير ويقولون أنه أفضل أنواع التعليم ولكنه غير معترف به حتى في البلدان التي تعترف بالتعليم المنزلي؟
أهذا هو التعليم الذي ينتظر أن يشتعل لهيب الشغف عند الطفل حول موضوع معين، ثم نتركه وشأنه ولا نتدخل فيما يتعلم؟
الفقه الإسلامي وكوكب المريخ
من جمال التعليم المنزلي أنه يربط أموراً قد لا تبدو لها أي علاقة ببعضها البعض.
في الأفلام الوثائقية تطرق المتحدثون إلى مواضيع أخلاقية – مثلاً هل لنا الحق في تغيير مناخ كوكب المريخ؟ أليس الأجدر بنا أن نهتم بكوكبنا ونصلح ما به من تلوث واحتباس حراري؟
كما لا نرضى أن تأتي مخلوقات فضائية وتغير مناخ الأرض لصالحها (كما في الغواصة الزرقاء😂)، هل نصبح نحن تلك المخلوقات الفضائية ونغير مناخ الكواكب الأخرى؟
ومن هنا تطور النقاش مع يوسف – وانضمت له البنات على طاولة الغداء – حتى أصبحنا نتكلم عن الحكم الشرعي في هذه الأمور، وبعض الأحكام الفقهية التي ربما ستتغير إذا انتقل البشر – بما فيهم المسلمون – إلى كوكب المريخ.
في أي اتجاه ستكون القبلة؟ هذه بسيطة. ستكون باتجاه الكرة الأرضية، ولكنها ستتغير بتغير موقع الأرض والمريخ!
كيف سنحسب مواعيد الصلاة؟ وكم هي عدد ساعات اليوم الواحد على المريخ؟ العجيب أن كوكب المريخ مثل كوكب الأرض – 24 ساعة و37 دقيقة في اليوم ولكن عدد الشهور هو 22.6 شهر في السنة.
ماذا عن شهر رمضان؟ هنا حدث الخلاف على الطاولة. هناك من قال نتبع الأصل وهو مواعيد شهر رمضان على الكوكب الأم، ومنهم من قال لا بل نتبع الشهور القمرية على كوكب المريخ بدليل “من شهد منكم الشهر فليصمه”.
ولكن لحظة.. أي قمر نتبع؟ للمريخ قمران!!
يبدو أن المسلمين على كوكب المريخ سيختلفون حول بداية ونهاية شهر رمضان كأسلافهم الأرضيين.
ماذا عن الحج؟ لكم أن تتخيلوا!
وهكذا دخلنا في عالم آخر من الأفكار وفُتحت الآفاق لمواضيع لم تكن تخطر على بال أحد، وأصبح هناك حماس شديد عند يوسف وحلم أن يذهب هو بنفسه إلى كوكب المريخ، ولكن بشرط أن يتعلم تلك المواضيع العلمية التي “لا يحبها”.
هل سنستمر بالتعليم اللامدرسي؟
ربما!
لكن الأكيد أننا لن نتجه اتجاه التعليم اللامدرسي في حفظ القرآن الكريم ولا في الرياضيات والقواعد والإملاء. فهذه المواضيع – في نظري – لا يمكن دراستها في المراحل المتقدمة إلا بالطريقة التقليدية.
أما مادة العلوم فربما سنتجه اتجاه التعليم اللامدرسي الكامل، تماماً كما نفعل مع الجغرافيا والتاريخ. ولكن كأني أرى شبح التعليم النظامي من طرف عيني يتوعدني ويهددني!
الخلاصة
على مر سنوات رحلة تعليمنا المنزلي لم نترك العملية التعليمية لمادة رئيسية كالعلوم بهذه العفوية أبداً.
كنتُ دائماً أعطي المجال للتعليم الحر، ولكن كان ذلك دائماً خارج المنهج المقرر الذي نتبعه. وكأني أطمئن نفسي بأننا نقوم بالأساسيات في العلوم وما هو مطلوب أولاً، ونترك الباقي للتعليم اللامدرسي.
أما أن نذهب تعليما لامدرسيا full force فهذا لم نتجرأ عليه أبداً.
ولكن هذه الإجازة الصيفية كانت فرصة ذهبية لتجربة نمط جريء ومتمرد من أنماط التعليم المنزلي، والحقيقة أنه ليس سيئاً أبداً، بل ما أعجبني فيه هو أنه لا يحتاج إلى أي تجهيز أو تخطيط مسبق، أو كما نقول بالإنجليزية Low maintenance. (مناسب جداً للكسالى مثلي 😂)
التعليم المنزلي بصفة عامة – واللامدرسي بصفة خاصة – يفتح أبوابا لن تتوقعها. يأخذك في طريق لم يسلكه أحد قبلك، ثم يريك آفاقا لم تكن تعلم بوجودها أصلا.
يجعلك تتعجب من قدرة الأطفال على البحث والتنقيب عن المعلومات، وتتعجب أكثر عندما يربطوها بمعلومات سابقة ليس لها علاقة بالموضوع الرئيسي.
ويجعلك كذلك تتساءل: لماذا ضيعنا من أعمارنا 12 سنة دراسية لندرس أشياء لا نتذكرها الآن؟ وما تبقى لنا من هذه السنوات هو فقط مهارات معينة رسخت معنا بسبب احتياجنا واستعمالنا الدائم لها، أما الباقي مجرد ذكريات باهتة.
الذي أتمناه – وأطالب به بشدة – ألا تكون هناك مدارس نظامية على كوكب المريخ.🤣
وما يدريكم؟ لعل أول إنسان يطأ تراب المريخ الأحمر لم تطأ قدمه مدرسة نظامية قط!
كالعادة.. لا تنسوا مشاركة هذه المقالة، وغيرها من المقالات – إن أعجبتكم – من خلال أيقونات التواصل الاجتماعي في الأسفل. كما أتمنى أن أسمع منكم في التعليقات أسفل الصفحة.
كمية السعادة وانا اقرأ تجربتك كانت لا توصف
خصوصا النقاش عن رمضان في المريخ
ان شاء الله نصل لما وصلتي له بجاه محمد وآله
شكرا لك ام يوسف انا مهتمة بهذا المجال و عند قراءاتي لمدونتك و بالخصوص رأيك الشخصي شعرت أننا نمتلك نفس الآراء ….واصلي الإبداع والتمرد ههه في تغييير نمط التعليمالمدرسي فأنت أيضا مشاركة في تعليم ماهو مناسب لابنك بما أننا نؤمن كلنا ب الفروق الفردية وبما يناسب ابنك فنحن اق ب. لمعرفة ميولاتهم …و قدراتهم فماهو مناسب لهم نبدع وماهو عابر يترك ولا نجبرهم عليهم فنحن خير مثال على تجاربنا المدرسية ….واصلي التألق والإبداع في طرق تدريس العلوم لابنك أنت قدوتي بعد اليوم 💪💕💕
شكرااااا أم يوسف عثرت على مدونتك وأنا عاقدة العزم على التعليم المنزلي وفي نفس الوقت مرعوبة من نظرة المجتمع والأسرة خصوصا أنني سوف أطلقه على أحب الأطفال لديهم هو ابني نعم ولكن محبوب الجميع تبارك الرحمن فكانت هذه المدونة نبراسا عظيما
بالمناسبة كتبت لك إيميل ربما كان مليء بالأخطاء كنت على وشك النوم
سلااااامي الحار لك ولا تستهيني بأي حرف فهو ينفعنا كثيرا
أهلاً بك أم خالد.
أتمنى أن أكون قد رددتُ على إيميلك. 😅
تصلني إيميلات كثيرة كل يوم، فأحياناً تختلط الأمور.
إن لم يصلك مني رد إلى الآن، فأرجو إعادة إرساله.
وعذراً على التأخير.
جمييييل جداا ززبارك الله في يوسف وأم يوسف
أهلا منى.. وفيكم بارك الله.
سعيدة بمرورك. 🌺
بالمناسبة أخت منى، قمتُ بالرد على إيميلك ولكن يبدو أنك وضعته بطريقة خطأ. فإن قرأتي هذا التعليق أرجو أن تتأكدي من صحة إيميلك…
بارك الله فيك أم يوسف على مقالاتك الرائعة
وفيكم بارك الله.
سعيدة بمرورك 🌺
ابني خمس سنوات ونصف وبعد القراءة عن التعليم المنزلي اللامدرسي اريد الوجه لابدأ معه لاني وصلت للشغف من قراءة مقالتك الجميلة
أهلاً دعاء،
سعيدة جداً أن مقالتي قد أعجبتك.
إن أحببتي تواصلي معي عبر صفحة اتصل بنا حتى أستطيع أن أساعدك بشكل أفضل.
تحياتي 🌸
مقال رائع لكن للاسف مازلت حائرة من أين البداية وفقك الله و بارك في جهودك
أهلاً لندا،
إن كنتِ مقتنعة بالتعليم المنزلي، فأفضل بداية هو التعليم المنزلي التقليدي، حيث تقومين بـ “إعادة تكرير” المدرسة في البيت، ومع الوقت بعد أن تعتادي على الوضع يمكنك التوسع في أنماط التعليم المنزلي الأخرى حتى تجدي ما يتماشى معك ومع أطفالك.
نحن لم نصل إلى التعليم المنزلي اللامدرسي إلا بعد أكثر من 10 سنوات من التعليم المنزلي المستمر. ومع هذا – كما ذكرت في المقالة – فإن ذلك الشبح مازال يتردد علينا من وقت لآخر 😨، واعتقد أن السبب هو تعليمنا نحن والمجتمع المحيط بنا الذي لا يقبل إلا الطرق التقليدية والمفاهيم القديمة في التعليم.
سعيدة جداً بمرورك.
تحياتي🌸
مقال رائع جدا ماشاء الله،أول مقال أقرأه لكِ ومتحمسه جداااا لباقى المقالات ،إسلوبك فى السرد بسيط هادى ومميز ، نفع الله بكِ وبأولادك ❤️
أهلاً أسماء،
جزاك الله خير على كلماتك الطيبة.
سعيدة جداً بمتابعتك لنا.
تحياتي🌸
رائع كالعادة الله ينفع بك .. انتظر مقالاتك بشدة .. ولكن للاسف مازال الشبح يطاردنا نحن ايضا ،،😂😂😂
أهلاً أسما،
سيعدة جداً بمرورك 🌸
علينا أن نجد حل لهذا الشبح المزعج 😅
تحياتي